كشفت ندوة عن ضعف خارطة المؤسسة الثقافية في المملكة بالمقارنة مع عدد السكان، وأن إحصائية رسمية، رصدت أن كل ناد أدبي يخدم مليونا وسبعمائة ألف نسمة. وأشار الكاتب والباحث المسرحي علي السعيد إلى أن أولى مسؤوليات وزارة الثقافة إنشاء كيان أكاديمي للفنون يعوض تغييب إدراج المسرح ضمن برنامج الابتعاث. جاء ذلك في ندوة نظمتها الهيئة العامة للثقافة بالتعاون مع نادي أبها الأدبي، بعنوان "المسرح بين الحضور والتأثير" تحدث فيها عبدالعزيز السماعيل وعلي السعيد وأدارها المخرج أحمد السروي، ضمن الفعاليات الثقافية لهذا الصيف بحضور جمع من المسرحيين في منطقة عسير.



وانتقدت الندوة، ضعف الروافد الفنية المحلية لإنتاج أعمال مميزة، مطالبة بأكاديميات فنية تسهم في صناعة حالة مسرحية تنطلق من احترام الثقافة والفنون، مرجعين قوة المشاركة في مهرجانات المسرح إلى ضعف الحضور الداخلي مع غياب للمؤسسة الثقافية الكبرى الداعمة للمسرح.



نشاطات الترفيه والثقافة نخبوية



 تناول المسرحي عبدالعزيز السماعيل تأثير الحداثة وما بعدها على الحراك المسرحي الوطني لتصل بالمهتمين لمفترق طرق مع إلغاء السرديات والمرجعيات الكبرى، مشيراً إلى فشل الأفراد في بناء مسرح متكامل دون النظر لدور المجتمع في نمو هذه الفنون باعتبارها نشاطات اجتماعية، مبيناً أن شعارنا الأنسب هو "أعطني مسرحاً عظيماً أعطيك شعباً عظيماً".



وأكد السماعيل أن نشاطات الترفيه والثقافة نخبوية تدل على صعوبة إقناع الكثيرين بحضورها والتفاعل معها برغم تغير المجتمع وضرورة تفعيل جوانب الاتصال والتواصل، موضحاً أن التعامل ببساطة مع الثقافة والفنون جعل عملهم سطحيا، وغير مهني.



كيان أكاديمي للفنون



تناول علي السعيد في ورقته سرداً تاريخيا للمسرح السعودي منذ الأربعينيات الهجرية وبدايته المتواضعة حتى وصل لتكون المملكة عضواً رئيسياً في تحكيم مهرجانات وملتقيات عربية، كاشفاً عن أن خارطة المؤسسة الثقافية في المملكة ضعيفة جداً بالمقارنة مع عدد السكان حيث بينت إحصائية رسمية صدرت مؤخراً أن كل نادٍ أدبي يخدم مليونا وسبعمائة ألف نسمة، مطالباً بدعم الدولة للحراك المسرحي، دون أن يفرض على المهتمين بالمسرح جلب رعاة أو داعمين حيث إن المسرح مسؤولية الدولة، مشيراً إلى أن أولى مسؤوليات وزارة الثقافة إنشاء كيان أكاديمي للفنون يعوض تغييب ابتعاث أي مسرحي للخارج ضمن برنامج الابتعاث.



وبين السعيد أن وزارة التعليم قبل سنوات هدفت لتغيير مسميات للتضييق على المسرح المدرسي ليدخل غير المحترفين فيه ويضعفوه، موضحاً أنه في عام 2006م كان عضواً في لجنة خاصة بتطوير هذا المسرح نتج عنها خطة وبرامج منحت المنظم لها ميزة إضافية في وزارة الخدمة المدنية، لكن لم يجد أي كلية في المملكة تحتضن مبادرة واحدة منها للتعليم مدتها سنتان حتى أقفلت آخر شعبة للمسرح في الجامعات السعودية بعد صراعات بين أعضاء هيئة التدريس، وأوضح أنه قدم مع المخرج أحمد السروي حلولاً لمعوقات المسرح المدرسي لوزير سابق للتعليم تقبلها ووعد بتنفيذها لكنه رحل دون أن يفعل شيئاً.