كثيراً ما أفكر في مسألة.. إذا لم يستطع الدكتور أحمد العيسى تغيير التعليم السعودي والنهوض به من يستطيع أن يفعل؟

 قد يبدو لكم سؤالا يائساً جداً وربما باعثا على الإحباط أيضاً.

 أحمد العيسى يعلم معظم مشاكل التعليم، وهو بنفسه كان شاهداً على معاناته، لكن قطعاً نحن نظلمه عندما نظن أنه يملك كل الحلول.

 لكن عندما نأتي لمسألة المناهج وهي ميدانه ومجال تخصصه لا أظننا نظلمه، ودعوني أذكركم بمقطع فيديو انتشر قبل شهرين يبرئ فيه معاليه المناهج من الفكر الإخواني، ويزعم أن لجانا عدة قامت بواجبها في أكمل وجه، وفتشت ونقبت واكتشفت أننا كلنا نظلم هذه المناهج البريئة من الفكر التكفيري والضلالي وغير الإنساني.

 لكن ثلة من المغردين كان لهم رأي آخر وأرونا مكانتنا كنساء سعوديات في صفحات كتب تدرس للأجيال القادمة، ليس أسوأها أن صورة الأم يفتقدها غلاف منهج التربية الأسرية.

 لقد كان ذلك الهاشتاق القشة التي كانت ستقصم ظهر البعير فيما يخص المناهج، لكن خبر إدراج الفلسفة كمادة من ضمن مواد المرحلة الثانوية أبعد القشة عن ظهر التعليم قليلا.

 مادة تعنى بالفلسفة اتفقنا أو اختلفنا مع الآراء القيمة التي ذكرها الأكاديميون حول إدراجها، وجودها ليس تغييرا عميقاً يا معالي الوزير لثقافة الوزارة بل هي تشبه معظم القرارات التي شهدتها فترتك، والتي ما زالت يستهويها إغراء الإنجاز السريع والأضواء واحتفاءات الإعلام بالملتقيات والمؤتمرات، لذا هي تركز على قرارات اليوم الواحد والتي تخرج مشروعا قديما وتمنحه اسما مغرياً، وبعض الخبراء الأجانب، ومعلمين متدربين وتغريدات لمشاهير، وغدا سيولد أول فيلسوف سعودي.

 هل هناك ضغوط منا كمجتمع على معالي الوزير لإحداث التغيير؟ لذا هو يريد طمأنتنا أم هو يظن أن القرارات العميقة تحتاج لمدة طويلة لاتخاذها وربما عمر لتطبيقها.

 وهو لا يملكه، لا أعرف لكن ما أود قوله لمعاليه أن الدكتور محمد أحمد الرشيد فكر يوماً بتقويم التعليم واحتاج لعمر ليبدأ بناء منظومة لتطبيق قراره، لكنه رحل وبعد سنوات أصبح لدينا هيئة تقويم التعليم لمن الفضل اليوم؟

 لمحمد أحمد الرشيد.