انتقد عضو مجلس الشورى، سعيد قاسم الخالدي، وزارة النقل، لعدم استكمال تنفيذ طريق «نجران ظهران الجنوب جازان».



وقال، إن هذا الطريق الذي رصدت له قبل عدة أعوام ميزانية تقدر بـ3 مليارات ريال، ويمر بـ3 مناطق جنوبية كبرى هي: نجران وعسير وجازان، وأصبح أمر تنفيذه ضرورة، كونه رافدا وداعما لتكامل المنظومة الاقتصادية والاجتماعية والأمنية للمملكة عامة، وبين المناطق السعودية الـ3 خاصة، والاستفادة من مقومات كل منطقة في مناطق أخرى، مما سينعكس إيجابيا على الاقتصاد الوطني الذي يسير وفق رؤية واضحة نحو اقتصاد صناعي وتجاري وتنموي متنوع ومتطور.







أوضح الخالدي، أنه لا توجد وصفة سحرية لحل كثير من المشاريع والمشكلات الاجتماعية، سواء الأمنية أو التنموية أو المعيشية، كالتي تنتج من مشاريع الطرق المحورية الضخمة التي أثبتت أنها دائما الحل الجذري بمشروع واحد لكثير من المشكلات التي تتفكك عقدها وتتحلل مباشرة بعد هذه المشاريع، فهي اللبنة الأولى للتنمية المستدامة، وهي التي تلعب الدور الرئيسي دائما لإنجاح الخطط الأمنية والتطويرية والصحية والمعيشية والبلدية، وتوطين التجمعات السكانية، وحل مشكلات الهجرة من الريف للمدينة.







مسار الطريق



قال الخالدي، إن الوضع الحالي لمسار طريق نجران جازان الذي سيبدأ من نجران مرورا بظهران الجنوب في منطقة عسير إلى غرب مركز وادي الحياة بتهامة عسير، سهلٌ جدا، كون جزء كبير من مسار الطريق يمر بجوانب أودية في تهامة قحطان، وقد تم تنفيذ جزء من الطريق كطريق مزدوج في تهامة قحطان، يبدأ من مركز الغايل إلى ملتقى طريق مركز الفرشة، مع طريق مركز وادي الحيا «تهامة قحطان»، وطول الطريق الشبه منفذ حوالي 30 كلم.



وتم تنفيذ جزء من الطريق كطريق مزدوج في منطقة جازان، إذ يبدأ من الطريق الرئيسي في بيش «قائم الدش» ويصل إلى محافظة الريث، والطريق شبه منته.







القطاع الجبلي



تنفذ حاليا وزارة النقل طريقا مزدوجا في القطاع الجبلي بمنطقة جازان، يبدأ من محافظة الداير بني مالك ليصل إلى مسار طريق نجران جازان في مركز عمود بمحافظة الريث، وعلى الرغم من بطء التنفيذ إلا أنه طريق حيوي لربط شرق جازان عبر محافظة الداير بني مالك بمنطقة عسير. ولم يتبق إلا قرابة 80 كلم من الطريق نجران جازان ليكون طريقا مزدوجا، وبه يستكمل هذا الطريق المحوري المهم، ويصبح منفذا بالكامل. إذ توجد وصلة لم تنفذ بعد، تبدأ من ظهران الجنوب إلى مركز الغايل بتهامة قحطان بعسير بطول 30 كلم، ووصلة أخرى تبدأ من محافظة الريث «وادي لجب» لتصل إلى مفرق الفرشة مع وادي شني بطول 50 كلم.







إيجابيات المشروع



أما فيما يخص إيجابيات استكمال تنفيذ طريق نجران – جازان، أفاد الخالدي بأن الطريق ليس مقتصرا على منقطة نجران فقط، بل سيخدم المناطق الجنوبية الـ3 في الجزء الجنوبي الغربي من المملكة.



فمثلا، من إيجابيات استكمال هذا الطريق لمنطقة نجران، أنه سيختصر المسافة بين مدينتي نجران وجازان إلى حوالي 250 كلم بدلا من أكثر من 500 كلم عبر عقبة ضلع غرب أبها، وسيدعم الحركة المرورية والاقتصادية والتجارية لمنطقة نجران مع اليمن الشقيق.



وسيسهل إيصال المياه المحلاة إلى منطقة نجران، وكذلك المحافظات والمراكز والقرى التي سيمر عليها الطريق في القطاع الجبلي بجازان وتهامة قحطان بعسير.



وسيسهل مستقبلا ربط منطقة نجران بالسكة الحديدية مع منطقة جازان ومنطقة مكة المكرمة، خلال السهل الساحلي. وسيمكن الاستفادة من ميناء جازان ومدينة جازان للصناعات الأساسية في دعم التنمية المستدامة لمنطقة نجران، كونه سيكون طريقا محوريا مهما جدا، يربط المنطقتين بكامل قرى ومدن الشريط الحدودي مع منطقة عسير، وصولا إلى منطقة نجران.







أهمية تجارية



أشار الخالدي إلى أن الطريق سينشّط حركة التجارة والبضائع، ويقلص تكلفتها لسكان مدن وقرى الشريط الحدودي، وصولا إلى منطقة نجران ثم محافظة شرورة والربع الخالي، كونه يعدّ مشروع ربط موازيا للشريط الحدودي للمملكة من جازان وحتى أقصى الشرق الخرخير. وعند استكمال الطريق سيكون مهيأً طريقا مهما جدا وأساسيا لنقل الخامات والثروات المعدنية من منطقة نجران والربع الخالي إلى ميناء جازان ومدينة جازان للصناعات الأساسية.



وأضاف: «إن ما يخص منطقة عسير من إيجابيات تنفيذ هذا الطريق، فإنه سيخدم أهالي المراكز والقرى القريبة من الحد الجنوبي في تهامة قحطان التابعة لمنطقة عسير، خصوصا من محافظة ظهران الجنوب إلى مراكز الغايل والربوعة بآل تليد وكحلا والمسنى والفرشة، ثم وادي الحيا في تهامة قحطان».







الأمن الوطني



سيسهم الطريق في خدمة الأمن الوطني بشتى أنواعه في حماية الحد الجنوبي، خصوصا قرى الحد الجنوبي في تهامة قحطان وآل تليد، وسيدعم الحركة المرورية وتنمية القرى والمراكز والهجر في تهامة قحطان وآل تليد، التي فاتها كثير من التنمية، وسيسهم في انتعاش التنمية لبعض المواقع النائية المأهولة بالسكان في المراكز والقرى الحدودية جنوب منطقة عسير، وتنمية الخدمات بها وجعلها جاذبة للتجمعات السكانية بتوطين الهجرة منها للمدن، نظرا لكونها نائية دون طرق محورية.



وقال الخالدي، إن فوائد استكمال الطريق لمنطقة جازان ستدعم الحركة المرورية والاقتصادية والتجارية والأمنية والسياحية لمنطقة جازان، خصوصا القطاع الجبلي منها، وسينعش التنمية الاجتماعية والسياحية لبعض المواقع المأهولة بالسكان في المحافظات والمراكز والقرى الواقعة في القطاع الجبلي من جازان، وسيدعم التسويق الزراعي للمنتجات الزراعية في منطقة جازان كالخضروات والفاكهة، وسيخدم المواطنين خلال تحقيق الاتصال بين المحافظات والمدن والقرى في المناطق الـ3 «نجران وجازان وعسير»، وسيخفض نسب الحوادث المرورية التي يتعرض لها سالكو الطرق الخطرة بين مناطق نجران وعسير وجازان، منها عقبة شعار وعقبة ضلع وعقبة الفرشة وعقبة الصماء.