في مثل هذه الأيام من كل سنة، تشهد الثمامة إقبالا هائلا من سكان الرياض، بل ومن خارج منطقة الرياض، خصوصا الشباب الذين يحرصون على الزيارة للتخييم ومشاهدة وممارسة «التطعيس».

وفي الأيام المقبلة، تبدأ إجازات الطلاب والطالبات، والذي يترتب عليه ضغط هائل على منطقة الثمامة من مشارفها الأولى من جهة الرياض إلى آخرها.

ورغم أن الثمامة هي المتنفس الأهم، بل ربما الوحيد لسكان الرياض، إلا أن هذه المنطقة لم تحظ بالاهتمام الذي تستحقه.

نشاهد -بين فترة وأخرى- أنشطة معينة لبعض الجهات، إلا أنها أشبه بالشعارات التي تظهر لفترة زمنية محدودة، يصاحبها تصوير وتقارير صحفية وتلفزيونية للإثارة و«الشو» وتسجيل حضور للمسؤول ثم تختفي.

من أهم الأمور التي يحتاجها المتنزه، دورات المياه، وهي معدومة تماما في هذه المواقع. في الأماكن المفتوحة ومواقع ألعاب الأطفال لا يجد الناس مراحيض حتى لأطفالهم. لن تعدم أن ترى الأطفال في الثمامة يقضون الحاجة خلف السيارات وحدهم أو بمرافقة أحد والديهم.

مشاهد ومواقف للكبار والصغار خلف الأشجار وخلف أكوام الأتربة، لا يمكن التحدث عنها في هذا المكان المحترم، وأمام قراء كرام.

أين أمانة مدينة الرياض عن هذه المشاهد المؤسفة في أهم موقع يتفسح فيه الناس على مدار الأسبوع؟ أليس من اللائق بالأمانة أن توفر دورات مياه عامة في هذا الجزء المهم من عاصمة المملكة العربية السعودية؟ وإذا كان هذا هو حال متنزهات العاصمة، فكيف يكون الوضع في غير العاصمة؟!.

لماذا لا يُفرض على مواقع ملاهي الأطفال هناك توفير مراحيض، لا سيما وهذه المواقع تفرض رسوما على دخول كل طفل، بينما لا تتوافر فيها دورات مياه، ولا حتى أماكن وضوء ومصليات.

النظافة، وما أدراك ما النظافة في مواقع التنزه بالثمامة!، والتي تكاد تكون معدومة. نفايات متراكمة وبيئة غير صحية في ظل غياب الجهات المسؤولة عن المتنزهات والبيئة، حتى في أقرب المواقع من جهة العاصمة.

في هذه المواقع، أيضا، عوامل السلامة والأسعار والتنظيم بلا حسيب ولا رقيب. بالونات «الزحليقة» على ارتفاع مترين إلى 10 أمتار، يهبط منها الطفل دون واق في حال ارتطامه بالأرض، ودون توافر أبسط متطلبات الإسعافات الأولية لمئات الأطفال الموجودون في هذه المواقع.

«مواطير» لتوليد الكهرباء، خاصة بهذه الملاهي، منتشرة في أماكن مكشوفة وتمديدات كهربية ملقاة على الأرض دون عناية بأمور السلامة.

بالونة تنفخ بالهواء وتغلق بإحكام ثم تلقى فوق بركة ماء ملوثة يدخل فيها الطفل لبضع دقائق بمبلغ 10 ريالات، جمعت بين الخطورة في انقطاع نفس الأطفال داخلها، والسعر المبالغ فيه.

أما الدبابات، فهي القضية القديمة المتجددة. كتب فيها الكاتبون وتحدث عنها المتحدثون دون نتيجة، من ناحية المخاطر المرورية التي يمارسها الأطفال والشباب المتهورون في القيادة بين السيارات، فضلا عن التلوث البيئي الذي تحدثه هذه الدبابات جراء التفحيط والقيادة المتهورة.

أضف إلى هذا، الأسعار الخرافية لساعة الدباب التي تصل إلى 150 ريالا، بينما ساعة تأجير السيارة الألمانية الفاخرة تكلف نصف مبلغ إيجار أجرة الدباب في الثمامة!.