"لو استقبلت من أمري ما استدبرت".. لاعتكفت العام الماضي، على رصد الأخبار والتقارير والمقالات وردود الفعل عليها.. لجمعها في كتابٍ سيكون الأكثر مبيعاً وانتشاراً.. لأني سأحتار بين المواد الإعلامية والصحفية وردود فعلها المثيرة أو المضحكة والمبكية.. وسأكتشف أن المسألة تحتاج إلى أجزاء ربما تتجاوز أجزاء "لسان العرب"!

سأحتار كم صفحة سأكتب لسلاح الإعلام الجديد "ويكيليكس" الذي أثار جدلا واسعا ومصير مبتكره "جوليان أسانغ"، لأوثق القصة قبل أن تدخلها زيادات "الرواة".. وكم صفحة لـ "القنوات التلفزيونية" التي سُيِّسَتْ، فكانت لعنة على الجميع!

وكم صفحة لـ "أولئك الإعلاميين الغربيين" الذي طردوا من عملهم بسبب "رأيٍ" أو كلمةٍ.. "ورب كلمة تهوي بصاحبها".. وكم صفحة لتخليد ذكرى "105" إعلاميين قضوا في 2010 من أجل الناس.. وكم صفحة لمن سجنوا أو أوقفوا أو ضربوا بسبب سخونة أحبارهم لأسجل الأحداث قبل أن تتعدد "الروايات" ويكون "العائل" بطلاً مظلوماً، أو العكس..!

وكم صفحة للأقمار الاصطناعية التي أغلقت بعض المحطات التلفزيونية الدينية بتهمة الطائفية، وعجزها عن إغلاق كثير من محطات العري بأي تهمة كانت..!

وستحتاج "المشاجرات" التي امتلأت بها وسائل الإعلام إلى جزءٍ كاملٍ.. فمنها قصة "مذيعات الجزيرة" و "رؤساء الأندية الرياضية" و "الحكومة الكويتية ونوابها" و"ساسة لبنان وفنانيها" والكثير الكثير..!

وبالتأكيد سأجعل أحداثنا المحلية وردود فعلنا عليها في جزءٍ مستقلٍ أبدؤه بقصة "السحر والجن" ثم "غرائب الفتوى قبل التنظيم" ويليها "سيول الرياض" و "الهيئة" و "الكاشيرات" و"مجزرة الربع الخالي" وحكاية "حاتم الطائي" و"خادمة المدينة " و "اختطاف المواليد" والبقية..!

وبما أني لم ولن أفعل.. سأقترح على رؤساء تحرير الصحف إصدار كتابٍ لأبرز المواد الصحفية وردود الفعل عليها ونتائجها خلال 2010 لتكون توثيقاً للتاريخ وتشجيعاً لأبطالها الإعلاميين.