الحقيقة أنني لا أرى أي حاجة في مرحلتنا الحالية إلى دور الحماية التابعة لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

دور الحماية ليست سجونا بالعنوان، لكنها في الواقع كذلك، إذ يتم تقييد حرية النزيلات في أوقات معينة وصارمة، وبهذا فإن إسهام هؤلاء النساء الصالحات في المجتمع يصبح غير فعال، فقد يأتي من دور الحماية من المعنفات النزيلات المبدعاتُ المهندسات العالمات، من يعلم؟!

حاليا، يحال إلى دور الحماية المعنفات اللواتي تعرضن لتعذيب وتعنيف لا تتعرض له حتى الحيوانات، والإشكال أن معاملتهن في تلك الدور لا تخضع لرقابة صارمة من الوزارة المختصة، وربما لا تقل المعاملة التي يتلقينها في دور الحماية عن التعنيف الذي تعرضن له سابقا.

ينبغي على من يدير دور الحماية، العلمُ بأن عليها أن تلعب دورا أبويا، ولكن ما أشاهده حاليا خلاف الواقع.

نحن الآن في مرحلة الرؤية الوطنية 2030، والمرأة لها دور أصيل ورئيس في شتى المجالات، أليست دور الحماية الآن تشكل جزءا من مرحلة سابقة عفى عليها الزمن وانتهت جدواها؟

المعنفات من حقهن الاستقلال، خصوصا من أصبحت بالغة عاقلة متعلمة ولا تعدّ حدثا، ربما تبقى دور الحماية للأحداث المعنفات مثلا، لكن بقاء البالغات العاقلات والمتعلمات في دور الحماية هو أمر أراه مشينا، كيف ستسهم هؤلاء النساء اقتصاديا في بلدنا إذا استمررن تحت رعاية دور الحماية.

إن هذا تكريس لمبدأ تهميش المرأة عن الحياة العامة، والرؤية تكرس مبدأ الاستقلالية للمرأة للإسهام الاقتصادي والاجتماعي ضمن أطر القيم والمبادئ الوطنية التي قامت عليها مملكتنا الحبيبة؟

إن السعودية اليوم -يا سادة- وبالفعالية العالمية «الفورميلا إي» في الدرعية، تدشن مرحلة جديدة نشهد فيها تطورات على كل الأصعدة، أهمها التطورات الحقوقية.

إننا بحاجة إلى قصر دور الحماية على الفتيات الأحداث فقط، وذلك مع رقابة صارمة على من يدير دور الحماية، خصوصا العاملات، حتى يعلم الجميع أنهن تحت أعين المسؤول.