حذرت الهلاليين في مقالي الأخير، ونبهت قبل مواجهة الحزم أن الجرة لا تسلم كل مرة ياخسيوس، لكنها تحطمت في الجولة الـ13، وكان الجميع يتوقع هذا السقوط عطفاً على المستوى المتدني الذي يرسمه الفريق وسط الميدان، وتحديداً منذ الجولة العاشرة التي شهدت أول تعثر هلالي أمام الفيصلي، وتواصل سيناريو تطاير أوراق الخريف الهلالي تباعاً في مواجهة النصر والحزم، بعد أن حلت كارثة الخسارة المؤلمة.

اللافت أن الهلال في جميع المواجهات الـ4 يتقدم بالنتيجة ويفرط بالتعادل أو الخسارة، وبعيداً عن مسيرة الهلال.. وضع الفريق فنياً بات يدعو للقلق، فالحزم الذي كان يصارع على الهبوط يخنق المتصدر في ملعبه ويكتفي بتسجيل هدفين قابلين للزيادة، لن أتحدث عن تقدم الهلال بهدف ثان صريح تحول فجأة لضربة جزاء مضادة، أو الخطأ الذي سجل منه الحزم هدف التعادل عندما أعيق البريك وارتدت الكرة بسرعة البرق مع مطلع الشوط الثاني، وكان هذا الهدف بمثابة التحول الذي صاحب المعادلة، وعجز الهلال عن فك شفرة الخصم رغم المحاولات الخجولة، والصحيح أن طريقة خسيوس بعثرت جهد الفريق وملامح الأفول الأزرق بعد إشراكه المهاجم المفلس ريفاس من البداية، وكان من الأجدر البدء بعطيف في المحور والدفع بإدواردو خلف المهاجمين، لكن المدرب بات يكشف عدم قدرته على إحداث جانب من المفاجأة أو التغير الإيجابي، وتقلص الفارق لثلاثة نقاط، وخسر الهلال في آخر 4 مواجهات 7 نقاط كانت بمتناول أيادي اللاعبين، وبعد تواري المتصدر أمام الحزم بساعات سقط الأهلي في ملعبه في وقت كان الجميع ينتظر تحقيقه فوزا سهلا، لكن الشباب جدد شبابه ووقف ندا وخطف الفوز في الرمق الأخير، وأعاد العقدة الشبابية التي تجثم على الأهلاويين، وكانت رغبة الليوث جامحه في ليلة التحدي، وأمام سقوط الهلال المفاجئ والأهلي غير المتوقع قد يشهد نزال الفريقين المقبل صحوة فريق على حساب الآخر وبالتالي الانطلاق نحو القمة.

نسيت المباركة للاتحاد في الفوز الأول، وجزائية النصر التي احتسبت أمام الرائد وتغلفها شكوك، لكنها أطفأت بعض الأصوات الصفراء، وربما أن إلغاء هدف الهلال الصريح في مرمى الحزم وتحويله لجزائية كان منبع الارتياح والعدالة التي ينشدونها.