فراغ واسع، سيتركه رحيل شيخ المؤرخين، جواد الرمضان (عالم التاريخ)، في الساحة الفكرية والثقافية والأدبية بالوطن العربي»، هذه العبارة، أجمع عليها رموز المشهد الثقافي، في مراسم التشييع والدفن بمقبرة «الخدود» في مدينة الهفوف، التابعة لمحافظة الأحساء، مؤكدين خلال أحاديثهم، لـ«الوطن»، أن رحيله كان صدمة لهم، ولجميع تلاميذه، ورواد صالونه الثقافي (صباح كل يوم جمعة)، تاركاً وراءه العديد من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة، والعديد من الإسهامات العلمية والأدبية والتاريخية وغيرها، مقترحين تبني تخصيص مكتبة لحفظ تلك المؤلفات والمخطوطات.


 تراث الجزيرة


وافت المنية الرمضان، صباح الأربعاء الماضي، عن عمر ناهز الـ84 عاما، وقد منحته جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة التي مقرها بيروت، شهادة الاستحقاق والتقدير العالي في تخصص التاريخ الوثائقي برتبة (علامة مؤرخ)، والتي تعادل للدرجة العالمية (دكتوراه دولة)، بتاريخ 11 شعبان لعام 1426، وزار إسطنبول، وقضى فيها من الوقت ما ساعده على البحث في الأرشيف العثماني عن تراث شرق جزيرة العرب.


 دواوين شعرية


ازدادت ملازمة الرمضان لعلماء وأدباء المنطقة منذ وقت مبكر، واستفاد من مجالستهم وحواراته معهم، ومما حوته مكتباتهم الخاصة من كتب ومخطوطات أضافت لشغفه المعرفي، وأقبل على البحث عن المخطوطات والكتب والوثائق لإثراء مكتبته التي أصبحت تغطي التراث الأدبي والعلمي والتاريخي للأحساء والمنطقة.

ويمتلك الرمضان مكتبة ثرية، واختلاطه برجالات الأدب والتاريخ ووصوله للكثير من المصادر والمخطوطات، جعلته يبدأ مسيرة تأليفه للكتب التي تؤرخ للمنطقة سياسياً وعلمياً وأدبياً، بالإضافة إلى التعريف برجالات المنطقة من أدباء وشعراء وغيرهم ممن لم يؤرخ لهم أحد قبله، ووضعهم في المكانة التي يستحقونها في مجالاتهم، إذ إنه جمع النتاج الأدبي، الذي بقي لسنوات عديدة مبعثر. وتولى المؤرخ الرمضان تحقيق 3 دواوين شعرية تاريخية منذ عام 1265هجري، ونحو 9 مؤلفات في التراجم والأعلام والأدب والتاريخ والأنساب والأحساء.


إنتاج علمي


اهتم المؤرخ الرمضان بدراسة تاريخ العائلات في شرق المملكة ودول الخليج، وعشق تتبع الأنساب من منابتها وتجميع تاريخها، الأمر الذي جعله محط اهتمام لكثير من عائلات المنطقة التي تبحث عن جذورها وتسعى لمعرفة تاريخها، وفتح مجلسه كل يوم جمعة لزواره من الأدباء والشعراء والمؤرخين و المهتمين بتحقيق التراث والأنساب، والذين يأتون من مختلف مناطق المملكة ودوّل الخليج، وينهلون من علمه ومعارفه في تراث وتاريخ شرق المملكة ودول الخليج، ويستعينون به لتحقيق معلوماتهم أو استشارته في إنتاجهم العلمي والفكري من مشاريع بحوث وكتب ومقالات.


تدوين يومياته


قال الباحث سلمان الحجي لـ«الوطن»: كنت قريباً من الشيخ جواد الرمضان طوال فترة حياته، إن كثيرا من المخطوطات في مكتبته، لم يشرع في طباعتها حرصاً منه على الاستمرار فيها لإكمالها لشعوره بنقصانها وضرورة استكمالها بالمعلومات الأخرى، كاشفاً عن تبني أبناء المؤرخ للمكتبة والوثائق والأرشيف والنتاج المخطوطات، مشيراً إلى حرصه تدوين يومياته أولاً بأول، لافتاً إلى أن كتبه المتعلقة بالأنساب باتت مصدراً للباحثين والمهتمين، مبيناً أنه استفاد من شقيقه الأكبر الأديب محمد الرمضان منذ البدايات.


كتب التاريخ


أبان الحجي أن من بين مؤلفاته العديدة ديوان الأحسائيات، مطلع البدرين، صحيح الأثر في تاريخ هجر (جزءين)، معجم الأنساب معجم أنساب العائلات الأحسائية، سنى المغانم في تاريخ آل أبي المكارم، معجم أعلام الأحساء في العلم والأدب في ثمانية قرون، معجم أعلام الخليج في العلم والأدب، معجم المؤلفين الأحسائيين، فهرست مخطوطات المكتبات الأحسائية الخاصة وغيرها، مستدرك شعراء هجر، مستدرك أنوار البدرين، الكشكول (نزهة الناظر وسلوة الخاطر) أربعة أجزاء، قلائد الجمان في تراجم علماء وأدباء الرمضان، ذكريات بن رمضان من المولد حتى أيامنا الحاضرة، والملتقطات وهي مختارة من كتب التاريخ والأدب واللغة، ثمرات العطاء.


من مؤلفات الرمضان


 صحيح الأثر في تاريخ هجر.

 معجم الأنساب.

 سنى المغانم في تاريخ آل أبي المكارم.

 معجم أعلام الخليج في العلم والأدب.

 مستدرك شعراء هجر.

 مستدرك أنوار البدرين.

 الكشكول «4 أجزاء».

 قلائد الجمان في تراجم علماء وأدباء الرمضان

 الملتقطات.