لقد كان عمرا مميزا عاشه الأمير طلال بن عبدالعزيز -رحمه الله- وختمه قبل أيام بهدوء موجع ومفاجئ لكل محبيه.

عمرا امتلأ بالقيم والمبادئ التي عبّر عنها باختلاف كبير، تماما كما كان وجودها فيه مختلفا أيضا.

فأن تنادي بقيم المساواة والعدل وأنت تملك الأفضلية في عالم يموج بالطبقية، هو اختلاف غارق في الاستفهام الذي لا تجيب عنه إجابة محددة على كل حال.

الحرية والعدالة والمساواة، لطالما حاول العرب الحصول عليها، لكنهم دائما كانوا يسلكون الطريق الخطأ في رأيي.

فالثورات وغيرها أهلكتهم، وأسهمت في تخلفهم وهدم بلادهم حجرا حجرا، بينما طريق الحضارة -وبالتالي القيم التي تكفل لهم حياة سعيدة وكريمة- يمر أولا بالتعليم، لكنه ظل خاليا منهم تقريبا.

لا أعرف متى بالضبط شعر طلال بن عبدالعزيز، المشغول بأمر الأمة العربية، بأهمية التعليم في تحقيق كل المبادئ التي نادى بها سموه، وأنه الأداة الحقيقية للتغيير في الشرق الأوسط، لكن تغريدة رجل يبدو أنه أربعيني في «تويتر» استوقفتني، قال فيها: إنه ذات يوم رفضت الجامعة في بلاده استقباله لأنه «بدون»، وكان والده حزينا ومصدوما حتى علم بمشروع الأمير طلال بن عبدالعزيز، الجامعة العربية المفتوحة، ليلتحق بها ويحصل على المستقبل الذي يستحقه كعربي في الشرق الأوسط.

تلك اليد التي مدّها الأمير الراحل الجميل «يد التعليم»، ستظل ثمارا تينع إلى يوم القيامة، ولعله الآن يرشد العرب إلى حيث يجب أن يبذلوا جهدهم، إذا كانوا حاسمين حقا في قرارهم باختيار المستقبل المشرق لأمتهم.