واصل مدرب الهلال، البرتغالي جيسوس، عزف هدر النقاط، وتحديداً خلال الحصة الثانية، والتي تعرف في عالم الكرة بشوط المدربين، الذي تبرز فيه ملكات المدرب وقدرته على تغيير آفاق اللعب، حسب الظروف التي تلامس أجواء المباراة، غير أن مدرب الهلال يسقط مرة تلو الأخرى أمام منافسيه بالشوط الثاني، والسبب أنه يلعب (برتم واحد) لا يتبدل، وتغييراته لا تظهر إلا عند الدقيقة 70، وكأن الأمور ممنهجة سلفاً، ويزيد كاهل الصعوبة حينما يتقدم الفريق بهدف أو هدفين، ويتطلب الأمر الإمساك بوسط الميدان، غير أنه يفرغ هذه المنطقة الأهم في ميزان اللعب والتنافس، ويعطي الفرصة للخصم الذي يبادر للهجوم ويجد الممرات في الملعب الأزرق دالفة، وما حدث أمام التعاون وتحديداً في الحصة الثانية كشف أن (جيسوس) أشبه بعارض السيرك على الخط،ولا يملك الحلول التي تعطي لفريقه القدرة للحفاظ على التقدم، بل إن أي فريق ينطلق للملعب الهلالي يسجل برحابة ولا يجد دفاعات تمنعه، صحيح أن الفريق حالياً يغيب عنه شبه فريق كامل، غير أن المدرب يفترض أن يتعامل مع الإمكانات المتاحة حسب ما تقتضيه، بدلاً من التهور بالهجوم غير المجدي، والذي من شأنه فتح الممرات الموصلة للشباك الزرقاء، وكان منظر الفريق في اللقاء الأخير يدعو للشفقة، وكما أسلفت في مقال سابق... الهلال في النصف الثاني من النزالات أشبه بفريق الحواري الفاقد لهويته، وتذكرني طريقة المدرب بالزمن الكروي الغابر الذي يعتمد على أسلوب (4 /‏‏2 /‏‏4)، في وقت يعمل المدربون حالياً على ملء منطقة الوسط بأكبر عدد، لا يقل عن أربعة أو خمسة عناصر، واللعب بمهاجم واحد، ويجد الدعم من أطراف الوسط أو الظهيرين في حال الهجوم، ولكن الأهم حماية المرمى بعدم ولوج أهداف، غير أن الهلال تلقى النسبة الأكبر من التسجيل في مرماه في الشوط الثاني خلال المباريات الخمس الأخيرة، حيث ولجت 9 أهداف بواقع هدفين لكل نزال، باستثناء مقابلة الفيصلي (هدف)، وتلك ظاهرة لم تمر طوال تاريخ الفريق، أن يتقدم بالنتيجة ويتلاشى بالشوط الثاني، حيث عرف عن الهلال أن أهم ميزاته الحفاظ على التقدم والخروج بفوز مريح، غير أن الأمور مع (جيسوس) اختلفت، وأصبح الجزء الأخير موجعا لقلوب الهلاليين، وربما يستمر هذا المنوال في النصف الثاني من الدوري الذي لا يقبل التفريط. وربما يكون فريق الشباب الحصان الجامح بعد أن زاحم ركب المقدمة بهدوء.