تواصل قدوم الوفود السياحية الأجنبية على منطقة نجران، متزامنا وسابقا ولاحقا لعمليات عاصفة الحزم لاستعادة الشرعية في اليمن، واثقين من قدرة المملكة على توفير الأمن والأمان في ربوعها لكل قاطنيها وضيوفها، وغير عابئين بعشوائية هجمات ميليشيات التمرد الحوثي الإيرانية، التي تحاول استهداف المدنيين الآمنين في المدن الحدودية.

وتزداد طمأنينة تلك الوفود الزائرة مع ابتسامة الترحيب التي يجدونها من أهالي المنطقة في كل معلم أو موقع سياحي يزورونه، ليعودوا إلى بلادهم حاملين رسائل محبة وثقة وسلام، ويدحضوا عبر زياراتهم الميدانية، افتراءات وأكاذيب إعلام المرتزقة الانقلابي الذي يدعي سيطرة الحوثي على تلك المواقع.


مبادرة المواطنين


لم تفت مقذوفات الحوثي العشوائية في عضد المواطنين الذين عزموا على المحافظة على تراثهم القديم، حيث دأبوا على إعادة ترميم بيوتهم الطينية، ومنازل الآباء والأجداد التي يعود بعضها إلى بضع مئات من السنين، وذلك ليربطوا الأجيال الحالية بتراث الأجداد الأصيل، حيث أشاد أمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز في جولة سابقة له على القرى التراثية بحي القابل، بمبادرات الأهالي في صون البيوت التراثية، من خلال مشروع ترميم المنازل القديمة، بالتنسيق مع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، مؤكدا أن المواطن هو المحافظ الأول على تراث الآباء والأجداد، وخير مؤتمن عليها أمام الأبناء والأحفاد، موجها بتكريم ملاك هذه المنازل.


رحلات سياحية


تقوم مكاتب الرحلات بنجران باستقطاب السياح الأجانب من مختلف دول العالم، عن طريق رسم خطط دعائية منظمة في قنوات التواصل الاجتماعي، وتعرض الصور والتقارير السياحية الجاذبة عن المواقع السياحية الأثرية في منطقة نجران.

وأوضح محمد حريش آل مستنير، وهو أحد المختصين في تنظيم الرحلات السياحية لآثار نجران لـ»الوطن» أنه يعمل على استقبال المجموعات والقروبات السياحية عن طريق مطار وادي الدواسر أو مطار أبها، ومن هناك تبدأ رحلاتهم لتشمل قرية الفاو مرورا بصحراء الربع الخالي، ثم آبار خطمة وحمى، وحتى مدينة الأخدود الأثرية، وأسواق نجران الشعبية، والمطاعم التراثية، وأسواق المقتنيات الشعبية، والقصور التاريخية، مثل قصر الإمارة التاريخي وبقية القرى والقصور الطينية ومزارع الخضار والفواكه مرورا بقلعة رعوم وقصر العان، بعدها يتم التوجه إلى وادي الدواسر أو مطار أبها للمغادرة.


أنشطة مختلفة


أضاف آل مستنير «نستقبل كل موسم عددا من السياح الأجانب والخليجيين، ونقيم ما يقارب 3 رحلات شهريا يتخللها عدد من الأنشطة المسلية مثل ركوب الجمال والتزلج على الكثبان الرملية وركوب الخيل وممارسة الألعاب الشعبية وإعداد الوجبات الشعبية، ولدينا مخيمات شرق نجران مخصصة لاستقبال السياح وقضاء فترات ممتعة فيها، حيث تحتوي على مصادر للمياه والطاقة ودورات المياه وأماكن مخصصة لإقامة الحفلات والوجبات في أطراف صحراء الربع الخالي».


أجهزة متطورة


بين آل مستنير أن العاملين في هذا المجال يوفرون مجموعة من السيارات الحديثة رباعية الدفع، وسيارات حديثة لنقل الاحتياجات والتجهيزات الخاصة بالرحلات، على أن تكون كل تلك السيارات مجهزة بوسائل الاتصال المباشر مثل أجهزة الكينوود، ومعدات الإسعافات الأولية، ويرافق كل رحلة مرشد سياحي مدرب على الإسعافات الأولية، وهناك تواصل مباشر مع الجهات الأمنية في كل الأوقات.


إصدار التراخيص


أشار آل مستنير إلى أنه عند الاتفاق مع السياح يتم إنشاء مجموعة تواصل في الواتساب، وتحدد كل المتطلبات من جميع الأطراف، ونضع جدول الرحلة ليتفق عليه الجميع، ثم نطلب الترخيص لدخول الأماكن الأثرية المسيجة عبر هيئة السياحة والتراث الوطني في مكتبها الرئيس بالرياض، وبعد استلام التراخيص تنطلق الرحلة حسب خط سيرها بالدقيقة والساعة دون خروج عن المسار حتى يتاح للسائح مشاهدة كل المواقع، مؤكدا أن هناك إقبالا كبيرا من قبل السياح الأجانب لزيارة آثار المنطقة والتعرف على تاريخها العريق.


كثافة الزوار


أوضح مدير عام الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في نجران صالح آل مريح، أن الأماكن الأثرية والتاريخية بالمنطقة تشهد كثافة في الزوار، عبر قدوم عدد من الوفود الرسمية والسياحية المحلية والأجنبية التي تزور المنطقة وتطلع على آثارها العريقة، حيث تزخر بالأماكن الأثرية والتاريخية والحضارية التي جعلتها واجهة سياحية مميزة.

وبين أن هذه الآثار تحظى بعناية رئيس الهيئة الأمير سلطان بن سلمان، وأمير المنطقة الأمير جلوي بن عبدالعزيز، ونائبه الأمير تركي بن هذلول، وذلك لما لها من أهمية وقيمة تاريخية، من خلال حرصهم على تفقد المواقع الأثرية والسياحية، حيث يرأس الأمير جلوي بن عبدالعزيز مجلس التنمية السياحية بالمنطقة، ويؤكد خلال ترؤسه اجتماعات المجلس ما يحظى به قطاع السياحة من عناية خاصة ودعم من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.


مقومات سياحية


شدد نائب أمير المنطقة الأمير تركي بن هذلول في زيارته أخيرا للمواقع السياحية على أهمية تفعيل البرامج السياحية والفعاليات النوعية التي تسهم في تنمية القطاع السياحي بالمنطقة، مشيرا إلى المقومات السياحية والأثرية التي تتميز بها المنطقة، ومشيدا بالدور الهام لأهاليها بتعاونهم الدائم مع فرع هيئة السياحة ومشاركتهم في الترحيب بالسياح وزوار المنطقة ومحافظاتها.


مشاريع تطويرية


تواصل الهيئة العامة للسياحة تنفيذ مشروع تطوير موقع الأخدود الأثري، ليؤدي دوره كموقع أثري أصيل وتطور أعمال التنقيب عن الآثار، إضافة إلى عدد من الخدمات الجاري تنفيذها داخل أسوار الموقع، كما تنفذ الهيئة مشروع المتحف الجاري تشييده على مساحة 13 ألف متر مربع، بتكلفة تجاوزت 56 مليون ريال، ويضم 7 قاعات، وصالة للعروض، ومعامل ترميم، ومكتبة، وساحات للفعاليات، ومقهى تراثيا.


آبار حمى


تعد آبار حمى الواقعة في محافظة ثار بين الجبال والأودية المتاخمة للربع الخالي، من أبرز المواقع السياحية التي تحرص الوفود الدولية على زيارتها، لما تضمه من النقوش الأثرية الثمودية والسبئية ونقوش خط المسند، إضافة إلى رسوم آدمية ورسوم صيد ورعي يمتد تاريخها من 7 آلاف عام قبل الميلاد إلى ألف عام قبل الميلاد، مما يدل على أهمية الموقع للقوافل والتجمعات البشرية على مدى آلاف السنين، كما توجد الكتابات الأحدث نسبيا من الخط الكوفي الذي انتشر في الجزيرة العربية بعد ظهور الإسلام، ومما يثير الدهشة أن آبار حمى الستة، التي يرجع حفرها إلى آلاف السنين ما زالت تنضح بالماء العذب، ويعتقد كثير من سكان المنطقة بنسب تلك الآبار إلى النبي سليمان عليه السلام وأنه هو من حفرها في طريقه إلى سبأ، وتوجد في سهل بين الجبال وتنتشر الكتابات والنقوش حولها، حيث تعد من أشهر آثار نجران بعد مدينة الأخدود الأثرية، كما تسمى آبارها الستة بأسمائها المختلفة والتي تميز كل بئر عن غيرها حيث حفرت في صخور عميقة وصماء تثير دهشة الزائر لتلك الآبار.

 


أبرز الأماكن التراثية والتاريخية في نجران


الأخدود


قصر الإمارة التاريخي


قلعة رعوم


قصر العان


آبار حمى


الدريب


البيوت الطينية


القصور التاريخية


خط سير الوفود السياحية إلى نجران


الوصول عن طريق وادي الدواسر أو مطار أبها


قرية الفاو


صحراء الربع الخالي


آبار خطمه وحمى


مدينة الأخدود الأثرية


أسواق نجران الشعبية


القصور التاريخية


القرى والقصور الطينية


مزارع الخضار والفواكه


قلعة رعوم


قصر العان


العودة عن طريق وادي الدواسر أو مطار أبها