انطلقت البطولة الآسيوية للمنتخبات الـ17، والتي تدور رحاها هذه الأيام في الإمارات. جاءت البداية هادئة، ولم يكن هناك حضور ذهني لافت من الجماهير السعودية كالعادة، ويبدو أن انشغالها بالدوري المحلي، وحمى صراع المقدمة في سباق الدوري، فضلا عن اللقاءات التي أقيمت في منافسات كأس الملك، شتّتت ذهن المتابع، وهذا أمر طبيعي في مثل تلك الظروف.

المنتخب السعودي اصطدم في أول المشوار بالكوري الشمالي الذي يعد أبرز المنتخبات المرشحة للبطولة، وتبقى له مواجهتان ستحددان ماهية تأهله، والأهم في مثل تلك الظروف أن تجتمع الأيدي وتتحد الألوان، في سبيل دعم الأخضر السعودي، وتجاهُل ما من شأنه تعكير الأجواء، والإسهام في تثبيط عزائم اللاعبين الذين يحتاجون الدعم والمؤازرة، خاصة في مثل تلك البطولات التي تكون فيها المؤشرات الفنية والمجال متاحا للجميع لبلوغ الأدوار المتقدمة. اللافت في البطولة، تألق منتخبات لم تكن في الحسبان، كالهند الذي قدم لاعبوه صورة جميلة وأكدوا أن كرة القدم في بلادهم تزاحم اللعبة المفضلة «الكريكت»، بدليل الحضور الفني الرائع الذي جسّدوه في الخطوة الأولى.

أيضا، المنتخبان الأردني والفلسطيني، هما الآخران كانا عند الموعد، وقدّما عطاء كبيرا في أول ملمح.

أعود إلى نقطة الارتكاز، والمتمثلة في الوقوف مع الأخضر حتى آخر صافرة، وهذا الشعور يبدأ من عشاق «سوشيال ميديا»، ويتعين على من يرسم خارطة الإعلام بوسائله المختلفة تسيير التوجهات بشحذ الهمم.

والأخضر السعودي بمقدوره تجاوز الصعاب، بدليل أن الترشيحات تشير بأصابعها صوبه، عطفًا على الإرث التاريخي الذي يملكه في الصراع الآسيوي والحضور العالمي، رغم ابتعاده عنوة خلال السنوات الأخيرة عن القمة التي سبق أن تربّع عليها زهاء العقدين، والأكيد أنه يمتلك تفكيك البوابات الصعبة، بدليل التأهل القوي الذي حققه عندما وصل إلى مونديال كأس العالم 2018، من أصعب المحطات بتحطيمه الجسور اليابانية والأسترالية، وقدم عطاءً كبيرا في المعترك العالمي، وخرج بشرف وسرق الإبداع، وتحديدا في آخر مواجهتين.

والصورة الجميلة التي جسّدها، لن تكون عودتُها صعبة، متى ما تضافرت الجهود بين الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين ورجال الإعلام، في سبيل تحقيق هدف واحد، يتمثل في انتزاع اللقب الغائب.