سلطت التقارير الدولية والخبراء الإستراتيجيون في الآونة الأخيرة، الضوء على مخرجات قمة الرئيسين الأميركي والروسي في العاصمة الفنلندية، والتي يتوقع أن تحسم عدة ملفات بين البلدين، أبرزها الملف السوري والوجود الإيراني المقلق لدول المنطقة.

ويرى مراقبون أن العقوبات الدولية والاحتقان الشعبي، وانخفاض قيمة العملة المحلية، وأزمة جفاف المياه، كلها عوامل تدفع النظام الإيراني للرضوخ والقبول بالقرارات الدولية، وذلك بعد أن حددت واشنطن شروطا مسبقة للتفاوض مع الإيرانيين، أهمها تغيير سلوكها «الخبيث» في المنطقة.


الورقة السورية


ترى التقارير أنه عقب قمة هلسنكي، فإن أغلب الأطراف الدولية مجمعة على ضرورة خروج إيران من سورية، سواء من قبل الولايات المتحدة أو الاتحاد الأوروبي أو دولة الاحتلال الإسرائيلي أو الجانب العربي، إلا أن الخسائر البشرية والمادية التي منيت بها إيران وميليشياتها الإرهابية في سورية على مدار السنوات الماضية قد تزيد من رغبتها الجامحة في الحفاظ على الورقة السورية باعتبارها ممرا استراتيجيا للمشروع الفارسي المنتهي إلى سواحل المتوسط.

وكان المرشد الإيراني قد شعر بوصول الأمر في سورية إلى هذا المأزق، واستبق قمة بوتين - ترمب، بإرسال مبعوثه الخاص والمقرب منه، علي أكبر ولاتي، للتشاور مع الرئيس الروسي.

كما يرى الخبراء في الشأن الإيراني، أن اختيار خامنئي لمستشاره المنتمي لما يعرف بشق «الصقور» أو «المتشددين»، يعكس مدى تهميش القيادة الإيرانية للإصلاحيين المنتمي منهم روحاني وظريف، ويكشف من يتحكم بالقرار داخليا.


التحركات الداخلية


من جانبه، أوضح المتخصص بالشأن الإيراني، عبدالرحمن الملحم لـ»الوطن»، أن الاضطرابات الداخلية الإيرانية نذير شؤم للنظام، وتؤكد مدى وعي المواطن إزاء الفساد الناتج عن دعم الإرهاب في الخارج وتهميش التنمية الداخلية.

وأكد الملحم أن الطريق الآن ممهد وبكل سهولة للفقر والركود والبطالة جراء تخبطات الحكومة الإيرانية، وهذا ما يفسر لنا غضب الشارع الإيراني ودعوته عبر المظاهرات للالتفات إلى أوضاع المواطنين المتدهورة وبذلك بات الشعب محروما من ملذات الحياة وأصبح يتضور جوعا ويئن من المرض.

واستطرد قائلا «لا يفوتنا ذكر الحرب الكلامية والتهديدات بين ترمب وروحاني والتي جعلت الشارع الإيراني يعيش حالة ترقب وعدم استقرار نفسي لما سيحدث مستقبلا».


الضغوط على النظام


توقع الملحم خلال حديثه، بتفعيل الولايات المتحدة ضغوطا أقوى على النظام الإيراني، لوقف التهديدات الكلامية للمضائق البحرية، قبل أن تتحول تلك التهديدات إلى أفعال على الأرض، موضحا أن الإرهاب الإيراني لا يستند على الحروب العسكرية المباشرة، وإنما على حرب الميليشيات غير النظامية لاستخدامهم دروعا بشرية.

وفيما يتعلق بالضربة الأميركية للمنشآت النووية في أغسطس، توقع الملحم أن تكون الضربة موجعة، وتهدف إلى ثني إيران عن أي تعاظم لنفوذها أو طموحاتها النووية في المنطقة.


دوافع الرغبة


01 تقييد التحرك الإيراني في المنطقة


02 الإجماع الدولي على وجود ضرر إقليمي لإيران


03 وقف انتهاكات حظر الأسلحة المفروض على دول النزاع


أبرز ملامحها


استعداد ميليشيات حزب الله لمغادرة سورية


مخرجات قمة بوتين وترمب في هلسنكي


الضغوط الداخلية الخانقة للنظام


تعاظم الخسائر البشرية والمادية المرهقة للنظام