منذ نهاية الألفية الثانية، ووسائل التواصل الاجتماعي تكتسح العالم، وتحتل حيّزا كبيرا بنشر كل جديد، وكان لتلك الظاهرة جوانب إيجابية عدة، منها سرعة انتشار الخبر وتداوله وسهولة الوصول إليه، ولكنها أيضا لم تخل من سلبيات جمّة أهمها سهولة انتشار الأخبار الكاذبة وتضخيم (التوافه) حتى اختلط الحابل بالنابل.

مما لا شك فيه، إبداعُ الشباب السعودي وتميزه، ولكن مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نرى تضخم (الأنا) عند كثيرين، وارتفاع سقف المبالغات الإخبارية بالإنجازات (الوهمية)، حتى أصبح أي خبر يبدأ بـ«أول سعودي»، ولا يخلو من البهارات و(الكَمّون) والفلفل.

تتصدر الأخبار عناوين مثل: مبتعث سعودي قهر السرطان وما زال السرطان يقهرنا كل يوم، نرى العناوين بأن (الغرب) المتهالك قد بُهروا ببحث أو رسالة مبتعث، وقد يكون الأمر صحيحا، ولكن أن تصبح مادة يومية في الإعلام فهذا كثير، وقد يدعو إلى الابتذال.

على الصعيد الآخر، يقبع كثير من المبدعين في ظلام إعلام دامس، لأنهم ليسوا من هواة (البروباجندا) الإعلامية، أو لانشغالهم بأشياء مفيدة، وترك الإنجازات تتحدث. في المجال الطبي هناك كثير من الرواد، ولن أذكر أسماء لأنني لا أستطيع حصرهم.

من المظاهر المضحكة، وجودُ تعريفات على بعض بروفايلات وسائل التواصل الاجتماعي، كعضو جمعية أو ما شابه ذلك، علما بأن عضوية الجمعيات (مدفوعة الثمن)، إذن ليست إنجازا، وإنما نتيجة تحويل بنكي كل عام أو عامين، فضلا عن (الشهادات) المضروبة التي ما زال العابثون «يتفشخرون» بها ويسرقون الوظائف القيادية دون رقيب، إلا من (سيف) تويتري يحمله (الموفق) موافق الرويلي.

أرجو من أبنائنا وإخوتنا المبتعثين، ومن هم على رأس العمل، البعد عن الإنجازات (الوهمية)، والتفرغ للعمل الجاد والمنهجي، بعيدا عن المثل الشعبي الشهير، الجنازة كبيرة والميت (كلب)!.