من الصعب في هذا الزمان الذي تهيمن عليه الشاشات، أن تجد من يستمتع حقا بلذة القراءة. فقد أظهر استطلاع شمل 1000 من البالغين، أجرته مجلة الهافينجتون بوست ويوجوف، أن 28% منهم لم يقرؤوا أي كتاب العام الماضي.

تتجاوز فائدة القراءة كونها مجرد وقت نمضيه بغرض التسلية، أو لننهي واجبا دراسيا، فالاستمتاع بالقراءة بإمكانه تقوية قدرتك على قراءة العقول.

وأظهر البحث الذي نشرته مجلة العلوم، أن قراءة الأعمال الأدبية «لكن ليست الروايات الخيالية الحالية منها»، يغرس مهارة تسمى «نظرية العقل»، وهي القدرة على قراءة أفكار ومشاعر الآخرين.

وهنا 6 أسباب أخرى مثبتة علميا تجعلك تنطلق إلى القراءة فورا.

القراءة تروّح التوتر والقلق عن النفس

أظهر بحث نشرته الجارديان عن مايند لاب في جامعة سوسيكس عام 2009، أن القراءة هي الطريقة الأكثر فاعلية للتخلص من التوتر، وهي تتفوق على أساليب تقليدية لطالما عرفت بقدرتها على تخفيف التوتر، مثل الاستماع للموسيقى، والاستمتاع بكأس من الشاي أو المشي. فقد استغرق الأشخاص المشاركون في الدراسة 6 دقائق فقط للاسترخاء منذ اللحظة التي بدؤوا فيها بتقليب الصفحات.

 

 القراءة تبقيك حاد الذهن

عندما تعيش حياة تملؤها القراءة، سيبقى دماغك صاحيا عندما تتقدم في العمر، هذا ما خلصت إليه دراسة نشرت في النسخة الإلكترونية من مجلة الأعصاب، وشارك فيها 294 ممن عاشوا وسطيا حتى عمر 89 عاما، وخلصت إلى أن أولئك الذين كانوا يمارسون نشاطات محفزة للعقل «مثل القراءة» في مراحل مبكرة وحتى مراحل متقدمة من حياتهم، كان فقدان الذاكرة لديهم أبطأ من أولئك الذين لم يمارسوا هذه النشاطات. وظهر هذا على وجه الخصوص في أولئك الذين كانوا يدربون عقولهم في مرحلة متقدمة من حياتهم، فكان معدل تراجع قواهم العقلية أبطأ بـ32% من نظرائهم الذين مارسوا نشاطات ذهنية أقل.

أما أولئك الذين كانوا يمارسون نشاطات ذهنية بصورة غير منتظمة، فقد كانت ذاكرتهم تتراجع بسرعة أكبر بمعدل 48%.



 القراءة تجنبك مرض الزهايمر

نشرت صحيفة USA Today بحثا أجرته Proceedings of the National Academy of Sciences عام 2001، أظهر أن الأشخاص البالغين الذين لديهم هوايات تشغل العقل، مثل القراءة وحل الأحاجي، يكون احتمال إصابتهم بمرض الزهايمر أقل.

واكتفى الباحثون لتوضيح السبب في هذا، بالقول بوجود رابط ما، ولم ينسبوه إلى وجود علاقة السبب والمسبب. «يمكن أن نرد هذه النتائج إما إلى أن قلة النشاط العقلي تجعلك عرضة لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، أو إلى أن قلة النشاط هي انعكاس للأعراض الأولى غير الظاهرة للمرض، أو إلى كلا السببين معا»، كما ذكرت الدراسة.

 

 القراءة تساعدك على النوم

ينصح خبراء النوم بوضع روتين يومي لإزالة التوتر قبل الذهاب إلى السرير لإراحة العقل وتجهيز الجسد للبدء في عملية الإغلاق وإغماض العينين.

ويمكن للقراءة أن تكون طريقة رائعة لفعل ذلك «شريطة ألا يكون الكتاب من النوع المشوق بحيث يبقيك صاحيا طوال الليل».

والقراءة من كتاب «تحت ضوء خافت» أفضل من القراءة من الكمبيوتر المحمول، لأن الأضواء الساطعة، مثل تلك المنبعثة من الأجهزة الإلكترونية، تعطي إشارة للدماغ بأن وقت الاستيقاظ قد حان.



 فهم مشاعر الآخرين

وجدت دراسة نشرتها مجلة «بلوس ون» أن التركيز على قراءة عمل روائي، قد يزيد من تعاطفك مع الآخرين. وقد صمم الباحثون في هولندا تجربتين أظهرتا أن الأشخاص الذين تأثروا عاطفيا بعمل روائي، أصبح تعاطفهم مع الآخرين أكثر.



 كتب تطوير الذات تخلصك من الاكتئاب

أظهرت دراسة نُشرت السنة الماضية في مجلة «بلوس ون» أن قراءة كتب تطوير الذات المعروفة أيضا باسم «المساعدة بالقراءة»، وعند دمجها بجلسات للتعريف بكيفية استخدام هذه الكتب، أدت إلى معدلات أقل من الاكتئاب بعد سنة، مقارنة مع المرضى الذين حصلوا على المساعدة التقليدية للتخلص من الاكتئاب.

وحتى إن كتب تطوير الذات تساعد أكثر في حالات الاكتئاب الحاد. فبحسب دراسة من جامعة مانشستر، فإن الناس الذين لديهم اكتئاب حاد يمكنهم الاستفادة من كتب تطوير الذات ومواقع الإنترنت التفاعلية، بالقدر نفسه، أو حتى بدرجة أكثر من أولئك الذين يعانون اكتئابا أقل حدة.

 


لورا سوكر

* محرر تنفيذي

* الهافينجتون بوست