أرجع أكاديمون ما أسموه هزالا ثقافيا وغيابا للمناظرات والتجديد والإبداع، إلى غياب الفلسفة من المناهج التعليمية في السعودية، عادين الفلسفة ضرورة لتجويد الصناعة الثقافية.

وعدد الأستاذ في جامعة القصيم الدكتور عبدالله البريدي، في ندوة نظمها نادي أبها الأدبي، بالتعاون مع الهيئة العامة للثقافة، بعنوان «المجتمع السعودي والتنمية الثقافية»، شارك فيها الدكتور محمد آل عباس أسبابا لضعف المكون الثقافي في المجتمع، ومن ضمنها: ضمور التفلسف وضعف الإيمان المجتمعي به، وتخلي الجامعات عن وظيفة النقد الثقافي، وتحولها للأعمال البحثية ذات النزعة الوضعية المعتمدة على «الوصف الإذعاني»، واصفا الاهتمام بالثقافة بأنه يأتي على هامش البرامج والخطط لمؤسساتنا التنموية، معتبرا غياب دعم رجال الأعمال الفعل الثقافي لعدم تحقيق الربحية، ويستوي هذا الإحجام لدى الأثرياء المتدينين، حيث لا يرونه عملا خيرا.

وأكد البريدي تعرض الثقافة للاختطاف في المجتمع باسم الدين أو الليبرالية، لينتج تراشقا أيدلوجيا واستعداء لسلطة الدين والدولة والتاريخ.

البحث عن الحقيقة

قال محمد آل عباس إن هناك مشكلة عميقة في البنية الثقافية لدينا، وهذا أثر بشكل كبير في منتجاتنا الثقافية وخياراتنا الاقتصادية والاجتماعية، وضعف مخرجاتنا التعليمية والسبب في كل ذلك هو التوقف عن بناء نموذجنا الفلسفي في رويتنا للوجود واختياراتنا في مجال المعرفة وتطوير مناهجنا في البحث عن الحقيقة والخير والجمال.

 وأضاف: باختصار توقفنا عن التفلسف مما أوقف التنمية الثقافية، وطالب باستصلاح التربة الثقافية بالعودة للحوارات والمناظرات العلنية بين تيارات الفكر الناضجة مع حرية النشر والتعبير المسؤولة، مضيفا أن على الجامعات الاشتغال بالثقافة وبناء أقسام الفلسفة من جديد والمساهمة مع الأندية الأدبية في بناء مدارس فكرية تسهم في نشر المعرفة وإصلاح التعليم.



 عقل رديف للمحاكاة

 أوضح رئيس نادي أبها الأدبي الدكتورأحمد آل مريع، أن الثقافة تتداخل مع الترفية والإقتصاد وكل منها مؤثر في الآخر وموجه له، ولكن تبقى قيمة الثقافة في أنها الركيزة الأساسية للوعي وتنمية الإنسان، ليكون في مستوى الحضارة التي يعيشها وفي مستوى التطلعات والمسؤوليات.

وقال إن هناك مشكلة حقيقية وقديمة، فالمجتمع العربي يفهم العقل بمعنى بعيد عن معناه في القرآن الكريم، ففي القرآن العقل يدل على البحث والتفكر والسؤال، ولكنه في المجتمع العربي ظل رديفا للمحاكاة والاتباع والسائد.