ضحكت عندما قلت لها لماذا اخترت المسيحية، لماذا لم تختاري اليهودية على الأقل، لن تكوني مضطرة لأكل لحم غير حلال، وأيضا لن تشربي النبيذ في الكريسمس؟

لقد فهمت أني أعرف أن مسيحيتها هي لمجرد الحصول على اللجوء لبريطانيا والتي قدمت لها بشكل قانوني، ثم اختفت بين الجموع لتظهر مطالبة باللجوء، لأنها سعودية قبلية مسيحية ستقتل حين تعود.

في الحقيقة هذه الفتاة ليست الوحيدة التي قابلت من السعوديات الهاربات للغرب واللواتي الحديث معهن في التفاصيل يجعلك كامرأة سعودية تشترك معهن في نقطة أو أخرى مهمة، لدرجة أن توقن أنك وهي غير سعيدتين، لكنكما تختلفان في المقدرة والفرص، فهي هربت لبريطانيا وأنت لا أحد يدرك أنك هارب.

يقول أكثر من عالم اجتماع إن مشكلة المرأة في العالم العربي أنها ترى من قبل الرجل كشيء لا يمكن استقلاله عن الأسرة، زوجة، أم، بنت، بينما هي إنسان وهنا تبدأ مشكلتنا، لأن الإنسان له حاجات لا يعترف بها النظام الأبوي، لأن كل حاجة خارج هذه الأنماط الثلاثة تثير غضبه وترفع يده ليسقط على جسد الإنسان الأضعف، والذي ينتهي به إلى برامج رعاية وتقديم بلاغات أثبت كثيرون أنها غير فعالة، وتعاني مما يجعل وجودها كعدمه، مثل طول فترة الاستجابة للبلاغ، والانتهاء بسجون دار الرعاية وغيرها.

أيضا أن مشكلتنا كسعوديات لا تنحصر في معاناة حقيقية من تنظيمات ولوائح عتيقة فشلت في أن تحقق أهداف الرؤية وخطط الدولة، بل محاولة بعض المنتفعات من الوضع الحالي تخدير الناس حولها والادعاء أن هناك مؤامرة لمجرد استغلال الإعلام المضاد لقضايا الصغيرات الهاربات.

إننا نعرف أن الجميع يريد ما يريحه، وأصوات هؤلاء المنتفعات مريحة، ونحن مجرد مزعجات، مزعجات وهن يطالبن بحقوقهن، بل ربما سيصبحن مزعجات حين يقتلن أيضا.