بعد إعلان وسائل إعلام إسرائيلية ودولية عن إبعاد الميليشيات الإيرانية عن الحدود الفاصلة بين سورية وإسرائيل مسافة 85 كيلومترا، تحدثت دوائر سياسية عن إمكانية روسيا في إبعاد حزب الله عن الحدود «اللبنانية- السورية»، ومنع تسلسل مجموعات حزب الله القتالية إلى الداخل السوري، مشيرة إلى أنه في حال نجاح هذه الخطوة فإن موسكو ستقدم ورقة حسن سلوك جديدة أمام الولايات المتحدة الأميركية التي شككت بقدرة روسيا على تنفيذ تفاهم قمة هلسنكي، بإبعاد إيران وطمأنة إسرائيل على عدم خرق أمنها من الحدود السورية، وتسهيل عودة النازحين إلى أراضيهم والإسراع في إطلاق إعادة إعمار سورية وولادة الحل السياسي المنتظر.

وقال مراقبون إن الاختبار الثاني الأميركي للروس سيكون في سورية أيضا، لكن هذه المرة في وضع حد لتدخلات حزب الله في الحرب السورية، وهذا ما يترتب عليه تكثيف الاتصال بالجانب اللبناني لإغلاق المعابر غير الشرعية على الحدود «اللبنانية- السورية» والممتدة على مسافة 375 حوالي كلم ومنع الثغرات التي تسمح بالتسلل بين الجهتين وهو ما يتطلب جهوزية الجيش اللبناني الكاملة للانتشار على الحدود والسيطرة على المناطق المتاخمة للحدود بشكل كامل لعدم تمكين مجموعات حزب الله من الانتقال من لبنان نحو المناطق السورية والسهر الكامل على مراقبة الحدود.



 تكسير نفوذ إيران

حسب المراقبين، فإنه مع التطورات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، سواء في اليمن أو العراق أو سورية من محاولات جدية لتكسير نفوذ إيران في المنطقة، ما يبشر بأوضاع جديدة لن يكون لبنان بمنأى عنها، وهو ما يقلق حزب الله الذي يبدي تشددا في مواقفه عبر عرقلة تشكيل الحكومة من وراء ستار العقد التمثيلية للسنة والمسيحيين والدروز، والتهديد بحكومة أكثرية لا حكومة وفاق وطني والسعي الحثيث لتطبيع العلاقات مع النظام السوري وضرب القرار العربي بالمقاطعة، كرد فعل على المصير الذي ينتظره في سورية من وضع حد لدور الحزب في النزاع السوري، ما يحتم عليه العودة إلى لبنان قريبا.



 الشارع الشيعي

كشفت مصادر مطلعة أن حزب الله مدرك للحقائق الميدانية وهو يعمل منذ فترة على إعادة الاهتمام بملفات داخلية لكسب جمهوره من جديد الذي يعاني من أزمات معيشية وخدماتية ويفضح فساد مسؤولي الحزب على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرة إلى أن الحزب يعمل على استبعاد شخصيات في بنيته التنظيمية كانت مثار شبهات ولا تلقى احتراما في الشارع الشيعي نتيجة سلوكياتها او شخصيات متشددة في مواقفها السياسية كانت تلعب دورها في الدفاع عن سياسات الحزب ولم يعد حضورها مقبولا في المرحلة اللاحقة، كذلك عدم اللجوء الى مغامرات في الداخل.

ولفتت المصادر إلى أن هذه التوجهات الأخيرة لا يوافق عليها البعض، إذ يعتبر أن حزب الله لا يتخذ قراراته بنفسه بل هو فصيل عسكري يتلقى تعليماته من الحرس الثوري، كما أن مصالحه الوجودية هي في الدفاع عن إيران.