كنت قد كتبت مقالا عابرا كأي مقال انتقدت فيه -كما أنتقد أي جهة- جوانب سلبية مفصلية لبعض أطباء الأسرة بهدف رفع الجودة والإنتاج في مختلف مناحينا، تماشيا مع رؤيتنا المبشرة 2030، فغضب أطباء أسرة عسير تحديدا، فأوردت مقالا يوضح سبب ذلك الغضب، وعدت وتحدثت عن العموم بلا تخصيص، فقامت جمعية طب الأسرة بعسير للمرة الثالثة بالرد من بين كل الخلق!.

ومن هنا يظهر السؤال بديهيا فيقول: لماذا أطباء أسرة عسير بالذات هم من يضاد ما تم إيراده مع أنه يصب في الصالح العام؟!، هل كاد المريب يقول خذوني؟! عجبا لهم!! بل فوق ذلك فإني أوردت نموذجين إيجابيين من محيطهم هم، ولا يزالون غاضبين!! هل يريدون مني مدحهم جميعا؟! حاشا وكلا!!

العجب العجيب أن ردودهم جميعها -إلا ردا واحدا- تتحدث عن «طب الأسرة» ولم تتحدث عن الطبيب «المهمل» الذي لم أتحدث إلا عنه، ناهيك عن التعرض لشخص الكاتب بما لا يقال عبر «تويتر»، وأخيرا أورد أحدهم ما أسماه ردا يشبه في طرحه دليلا إرشاديا لماهية طب الأسرة الذي لم يسأله عنه أحد أصلا، يقول فيه من كثير ما قال: طب الأسرة مفيد وفعال، وطب الأسرة في إسبانيا وهلم جرا... وأقول إن طب الأسرة في إسبانيا رائع جدا، وليتكم تحذون حذوه، ولو كنتم لما رأيتم مني ما رأيتم، وكل ما دفعني لأكتب هو أن نصبح مثل النماذج الذي ذكرها أصلا، ولنعالج وضع بعض أطباء أسرتنا الخاملين جدا ذوي الدور غير المفعل المعتكفين تحت ظلال المكاتب الفارهة، فلماذا لم نسمع في الردود حديثا عن هؤلاء المتفيئين بالمكاتب الإدارية التي لم تخلق لهم أصلا؟! وعن عمل جداول واضحة لمسار عملهم بدلا من الضبابية التي من شأنها جعلك لا تكاد ترى طبيب الأسرة في المركز النموذجي إلا مرة أو مرتين خلال الأسبوع، أما في المركز الطرفي فلن تراه «أبدا»! لماذا لا يتحدثون عن هذا بدلا من ذلك الدليل الإرشادي الذي هم أحوج الناس لقراءته؟!

ولعل مما أورد أحدهم ما يثبت قولي بقوله إن هناك «عددا» من المراكز الصحية يعمل بها استشاريون.. وأقول لهم لماذا لا تكون «كل» مراكزنا الصحية بدلا من «عدد» هذه؟! ولماذا لا يعمل بها استشاريون وأخصائيون وأطباء مقيمون من طب الأسرة وليس فقط استشاريون؟! وعلى هذا فإنك لن تجد منهم جوابا ولن تسمع لهم ركزا.

قبل الختام، فإني «أراهنهم» على أن يعلقوا على أبواب العيادات جدولا زمنيا لأطباء الأسرة يتم الاتفاق عليه مع مدير المركز وبإدارته، ويلزم به أطباء الأسرة مع الأطباء العامين وتصل الجدولة جميع أطباء الأسرة حتى أولئك القابعين في مديريات الشؤون الصحية منذ عشرات السنين.. فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فأذنوا بتنظيم وزاري آتٍ.

وختاما، فإنك عندما تناقش بعض أطباء الأسرة من هؤلاء المحبين للراحة في كونهم سيربطون إداريا بمديري المراكز فسيضربون عنك الذكر صفحا، وهذا الأمر لا يطيقونه أبدا، وعندما تتحدث معهم -إما لنرجسية تنتاب ذهن الطبيب «كيف يرأسني إداري»، أو رغبة في التسيب تحت عذر «عندي دورات وتدريب»- عندما تتحدث معهم عن هذا الربط الإداري فسوف يأخذونك لحديث آخر ممتطين أقرب «مخرج» وإن كان ضيقا، بذلك يقال عنهم شعبيا «يصرّفون».. لكنهم مع وزير الصحة، ذلك الوزير المتوقد حماسا وعطاء، والذي سيفعل دورهم أمثال دور نظرائهم في دول العالم -وأجزم- لا تصريف بعد اليوم!.