من يتذكر تاريخ التغذية المدرسية التي قامت بها وزارة المعارف لفترة زمنية مضت؟، وقادت يوماً من الأيام إلى إلغاء هذه الفكرة، وأوقفت البرنامج بناءً على دراسات وبحوث كما تقول الوزارة.

حينها نشطت وكالة الوزارة للخدمات المدرسية بوزارة التعليم وإدارة خدمات الطالب، وفكرت في إحياء هذا الموضوع، وإعطائه فترة تجربة لعَّلها تقضي على الفوضوية التي كانت سائدة لسنوات عدة، عندما أطلقت إدارة المدارس إدارة المقاصف، كلٌ في مدرسته، وعِشْنا مع هذا الأمر أيضاً عقوداً طويلة حتى أنك تتذكر كيف أن الطالب يأخذ خمسة ريالات من أسُرته ثم يتجرع نتائج سوء المبيعات داخل المقاصف كالحلوى والوجبات المعلبة وأنواع المأكولات التي تضر بالتغذية أكثر من الفائدة الغذائية لطلابنا وطالباتنا.

ثم جاءت فكرة نَبَعتْ من بعض قائدات المدارس، وبعض مسؤولي التربية والتعليم حيناً من الوقت، وشجعت الأسر المنتجة للدخول في هذا المضمار الاستثماري، الذي نؤكد من خلاله وفق إقامة أحد معارض الأسر المنتجة في مدارس التعليم، التي قرأت عنها نتائج التجارب التي نَفذّت هذا المشروع وفق تكاتف عدة جهات حكومية من بينها وزارة التعليم والعمل والتنمية الاجتماعية، وبعض البنوك الداعمة لهذه المشاريع، وأتاحت لهم وزارة التعليم الارتباط مع بعض المدارس للبنين والبنات، وأثنوا على نجاح التجربة التي نُوجز فكرتها بقيام بعض الأسر بالتعاون مع بعض مديري المدارس على مستوى المملكة ولمدة ثلاث سنوات مضت، حتى رأينا بوادر النجاح وملامحه، وعرضت هذه التجربة أمام أولياء الأمور والجهات الحكومية في المدرسة الابتدائية (283) للبنات بالرياض، تحت قيادة المربية الأستاذة نورة آل الشيخ، وحضور مدير عام التعليم بمنطقة الرياض ووكلاء بعض الجهات الحكومية، مثل برنامج التوطين والسعودة، واطلع الجميع على الوجبة الغذائية المتنوعة التي أوكلت مهمتها للمنشآت الصغيرة والأسر المنتجة، وفرضت عليهم نماذج من البرنامج الغذائي الذي يفيد أبناءَنا غذائياً، وتكون وجبة صحية بإشراف مُخْتصين، فكانت رائدة في التعامل مع برنامج تمكين الذي تديره إدارة التعليم، وتوزّعت على عدد كبير من الأُسر المنتجة التي استفادت منها عندما أشركت القطاع الخاص، وهيأت أمامها الفرص للدخول في هذه المقاصف.

وتولت المؤسسات الخيرية الوساطة في تأهيل وتدريب العاملات من الأسر المنتجة أمثال «بصمة خير» التي تولت مع إدارة التعليم، وبرنامج تمكين إنجاح المشروع الواعد على مستوى المملكة، تحقيقاً لمساعدة الأسر ولضمان تقديم وجبات غذائية صحية ومتنوعة، تَعِد من خلاله وزارة التعليم وزارة العمل والتنمية الاجتماعية بمواصلة هذا البرنامج المبشّر بالخير على أيدي المخلصين من رجال التعليم في قطاع الرياض، ومثله في مناطق المملكة الأخرى، حيث يتنافس الجميع في النهوض بهذا التوجه الذي يُسجّل لوزارة التعليم ونجاح ثمرة التواصل من برنامج تمكين الطموح، وفتح النافذة لبنات الوطن في تحقيق عيشة هنيئة تُسهم في الارتقاء بالدخل الوطني في مجال عمل المرأة، وحصول الوظيفة برأس مال قليل ينمو مع الزمن تكون نتائجه على الأسرة والمجتمع بإذن الله قاعدة تطبق على مستوى مدارس المملكة، ورُبّما تُعَمم مستقبلاً على القطاع الأهلي، وشكراً لليد الحانية من قطاعات الوطن التي أهلت مثل هذا العمل الوطني كل في تخصصه، وهنا تبرز الوطنية والسعودة.