«الأعداء يضربون في نقاط الضعف» شاناكايا فيلسوف هندي.

«بدون شك هناك تصيد من وكالات الأنباء العالمية لأخبار السعودية السلبية، البنت التي هربت من أهلها لتايلاند غطتها أغلب الوكالات العالمية!، بينما كنت أطلع على الإحصاءات في أميركا، هناك سنويا مليونا مراهق يتعرضون لفقدان المأوى والهروب من أهاليهم، و50% منهم تعرضوا لاعتداء جسدي! أين أخبارهم»، هذه تغريدة كتبتها في بداية أزمة رهف.

وفورا استغربت التركيز على موضوع خلاف أسري واهتماما من وكالات إعلامية كبرى، وهي شنشنة نعرفها من أخزم، وتوقعت أن السيناريو فيه تصعيد، فأصبحنا نشم رائحة الحملات المبرمجة والمنسقة، ونميز ونعرف العادي من المرتب، وبداية الحملات الإعلامية السلبية ضد المملكة، عندما قرأت تصريح مسؤول السفارة السعودية في بانكوك للعربية نت استغربت! فقد صرح «.... وجود تنسيق بين السفارة والجهات الأمنية في تايلاند لترحيلها اليوم إلى الكويت...»، هل كان يتوقع أن الموضوع سينتهي بسهولة وهو دبلوماسي! كان واضحا أن الأمور ستأخذ منحنى آخر، وأن هناك تصعيدا وتدخل جهات لأغراض مشبوهة.

يبدو أن سيناريو الابتزاز للمملكة مستمر، وهذه إحدى حلقاته، ويبدو أيضا أن التركيز الغربي وكل أعداء المملكة يكون على نقاط يعتقدون أنها نقاط ضعف قابلة للهجوم وغير محصنة، وهذه النقاط، الإعلام الخارجي وإدارة الأزمات والحملات الإعلامية، وكذلك كيفية تصرف واستجابة سفارتنا وممثلينا في الخارج.

في كتاب سن تسو الشهير (فن الحرب) يقول بتصرف (تجنب قوة خصمك وهاجم ضعفه، واضرب العدو في المكان الأكثر عرضة).

حاليا، وكتبتها سابقا أن أعداء المملكة ملوا ووصلوا إلى قناعة أن الجبهة الداخلية متماسكة وقوية، لذلك التركيز على الأزمات الإعلامية المفتعلة والمدبرة، وأيضا على إيجاد مشاكل في الخارج نتيجة لضعف أداء بعض السفارات، ويبدو من طريقة التعاطي من خلال تضخيم الأحداث أنهم ينوون التركيز والاستمرار في هذا المسلسل، وإلا كيف خلاف عادي بين أسرة وأحد أبنائها المراهقين يصبح قضية تغطيها وكالات إعلام دولية!

طبعا هناك المتربصون، وهناك من يحاول الاصطياد في الماء العكر، السيناريو منذ أن ترى كيف بدأت تغرد بأمور أكبر من تفكيرها وبطريقة آلية، وكيف تم استقبالها من وزيرة خارجية كندا!، هناك عشرات آلاف اللاجئين المساكين الذين تقطعت بهم السبل وفعلا يستحقون اللجوء، ولم يعرهم أحد أي اهتمام، وتركوا لمصيرهم من قبل حكومات وإعلام العالم الغربي، لكن كلمة السر في هذه القضية هي السعودية والتربص!.

كتبنا كثيرا، وكتب غيرنا كثيرا، وهناك شبه إجماع أن هناك مشكلة في الإعلام الخارجي وإدارة الأزمات، وأنه للأسف البعض يحاور نفسه ولا يستطيع توصيل صوته ووجهة نظره للآخر.

الحلول المسكنة لا تنفع، وإلا سيستمر النزيف، وكل يوم تأخير سيزداد الموضوع سوءا، هناك ابتزاز واضح وسياسة هجمات إعلامية مركزة، السكوت حتى تمر الأزمة كما يعتقد البعض لم يجد، بل هناك أزمات متلاحقة وحملات متسلسلة، وكلها مبرمجة ومعدة وتفعل عند كل حدث لو كان بسيطا، ومراجعة بسيطة في علم النفس (لسلوك الابتزاز) يعرف منه أن المبتز تزداد  مطالبه مع الوقت، خصوصا إذا وجد ثغرة أو ضعفا ينفذ منه.