عدنان هوساوي



عن سابق قصد وإصرار تعمدت رسم ملامح مفردة عنوان هذا المقال بلهجة مصرية عامية للكنة دارجة، كون هذه المفردة البسيطة هي الأكثر وقعا على النفس، وهي الأجمل إيقاعا على مهمس الأذن، والأسرع كذلك استجابة في جانب الاستحسان والقبول، إن من سمات هذه الوكالة الإخبارية التي أنا بصدد الحديث عنها رفعها لأقوام لا يستحقون الظهور وحط آخرون هم أولى بهذا الظهور، ضابط ذلك رجحان كفة العوائد المحصلة لها وفقا لما تقتضيه درجة المصالح والمكاسب التي تجنيها، ومن سماتها أيضا تنصيب النجوم لنا لكي نقتدي بهم مع أننا اكتشفنا لاحقا أنهم كانوا نجوما من ورق سرعان ما بلي هذا الورق واضمحل، ثم ماذا؟! بتنا ناقمين ولكن بعد فوات الأوان بعد أن تكشفت الملفات وتساقطت الأقنعة، وبعد أن يكون منا وفينا من فقد وخسر الكثير، ومن اختصاص وكالة آلولوه هذه حرفة كيل الشتائم والسباب والانتقاص من مكانة أولي الألباب، هي لا تحمل في طياتها أي محتوى هادف ولا أي مضمون فكري مفيد صائب، وهي لا تشغل أي صفة قانونية كما لا تعمل تحت أي مظلة رسمية، نعم لا تندهش عزيزي القارئ، فثمة ما هو أدهى وأمر، فهذه الوكالة تسعى لاجتذاب الأضواء على حساب المغفلين الذين نسوا دورهم الأول في الحفاظ على أمن هذا الوطن، ونسوا مهمتهم في دعم ترابط النسيج الاجتماعي الذي تعايش الجميع فيه باقتران مئات السنين، وتناسوا مع الأسف الشديد دورهم المهم في رأب الصدع وردم الشرخ الذي قد تحدثه الخلافات الجانبية، هذه الوكالة على ما فيها من جرأة على الحدود والقوانين والأنظمة غير أنها ذات طابع ليس له ارتباط بكيان مستقل، ولا جهة يحدها حد، ولا مكان معروف يشار إليه عن قرب أو بعد، هي لا تحتمل النقد ولا مواجهة الحقيقة، فهي تخشى المصداقية لأنها العدو والخصم اللدود، تتعمد على الدوام نقل الأخبار السياسية المروعة وتداول الأحوال الاجتماعية المحبطة، تنتشي حين ترى طموح الشباب يتهاوى أمام ناظريها دون أن يرف لها جفن أو يرتعد لها جثمان، تمتهن الادعاءات الكاذبة، وتروج للأحداث المشوشة والأقوال الشاذة المضللة، همها إشاعة الأراجيف ونشر الفوضى وإحاكة المؤامرات وبث الخوف والقلق بين العوام وافتعال الأزمات بين الخواص، تتقن اللعب على أوتار التفرقة العنصرية وتجيد الدندنة في بوق القبلية، لها سيمفونية عصماء يعرفها القاصي والداني، وهي في الأفراد أفرط من الجماعات، أدواتها الأفواه والألسن، ومنصاتها وسائل الإعلام وكل وصلات التواصل الاجتماعي دون استثناء، هي لا تخضع أبدا لأي اشتراطات صحفية، وبعيدة كل البعد عن الموضوعية الإعلامية، تتحين الفرص والمواقف لتتصيد مواضع الزلات ومواطن الأخطاء، لتبث سمومها في أناة وروية ولسان حالها يقول أنا.. ومن بعدي الطوفان.

ولهذه الوكالة - وكالة آلولوه - عزيزي القارئ تعريف آخر يدعى البروباغندا، ورغم أن مصطلح البروباغندا هذا ارتبط ارتباطا وثيقا بالعملية السياسية إلا أنه يمكن إسقاطه على كل فعل ينافي القيمة الأخلاقية في نقل المعلومة الصحيحة، وينسجم تماما مع كل عمل مبتكر لأساليب ملتوية تسعى إلى نشر الفوضى وبث المعلومات والرسائل المغلوطة والكاذبة بطريقة موجهة أحادية المنظور، مركزة على مجموعة ما بهدف التأثير على آراء أو سلوك أكبر عدد من أفراد هذه المجموعة.