ذكر قادة فلسطينيون لـ«الوطن» أن صلابة الموقف السعودي، حالت دون ما كان يطمح إليه فريق السلام الأميركي، لإطلاق ما يعرف بـ«صفقة القرن»، إذ شعر الفريق بانتكاسة بعد زيارتهم -نهاية يونيو الماضي- المملكة، مؤكدين أن الاعتقاد السائد في أوساط القيادة الفلسطينية أن الموقف السعودي أحبط الصفقة قبل أن تولد.


01  المملكة وضعت القضية فوق مصالحها مع الولايات المتحدة

02  أكدت رفضها اعتبار القدس عاصمة إسرائيل

03 أبلغت البيت الأبيض أنه لا حل مقبولا دون أن تكون القدس الشرقية فيه عاصمة لفلسطين




كشف قادة فلسطينيون، عن صلابة الموقف السعودي فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرين إلى أن المملكة وضعت قضية فلسطين فوق مصالحها مع الولايات المتحدة، عندما أكدت رفضها القرار الأميركي باعتبار القدس عاصمة إسرائيل، وعندما أبلغت البيت الأبيض أنه لا حل مقبول دون أن تكون القدس الشرقية فيه عاصمة للدولة الفلسطينية. وشدد القادة الفلسطينيون في تصريحات إلى «الوطن»، على أن الموقف السعودي واضح وأي محاولة للتشكيك في هذا الموقف، خاصة من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، هي محاولات مرفوضة جملة وتفصيلا، لافتين إلى أن مواقف السعودية مؤرخة كحقائق وأي مراجعة لها تؤكد أنها ثابتة دائما تجاه القضية الفلسطينية .

 


شهادة عريقات


أكد أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الدكتور صائب عريقات، أن» ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أبلغ كبير مساعدي الرئيس الأميركي كوشنر، أن القدس الشرقية خط أحمر، وقد سمعت ذلك من كوشنر شخصيا في لقاء معه في البيت الأبيض في نوفمبر الماضي، بحضور مساعد الرئيس الأميركي جيسون جرينبلات». وأضاف عريقات» أنه تم التأكيد على المسؤولين الأميركيين وجوب عدم التوقيع على قرار نقل السفارة الذي كان من المفترض أن يتم في الأول من ديسمبر، فقالا أن الإدارة ستوقع فكان ردنا أن هذا سيعني عزل الإدارة الأميركية عن أي دور في عملية السلام، وأن الموقف العربي يتمثل بوجوب قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967 وذكرنا السعودية بالاسم وعددا من الدول». وتابع : « أكد كوشنر خلال اللقاء أنه سمع هذا الكلام من الأمير محمد بن سلمان وعدد من القادة العرب» . وزاد عريقات» قلت لكوشنر إنه إذا كان استمع إلى هذه المواقف من هؤلاء القادة فلماذا ستقرر نقل السفارة فكان رده: نحن نتخذ قراراتنا وفقا لمصالحنا».

 


قمة القدس


قال عريقات: «نثمن عاليا مواقف المملكة ومواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي لم تكن في يوم من الأيام ومنذ نكبة فلسطين إلا مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره، وأن إنكار هذه الحقائق هو إجحاف بحق السعودية «. وأشار في هذا الصدد إلى قمة القدس في الظهران وقال» إنه رغم عمق العلاقات السعودية الأميركية ، إلا أنه عندما اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة إليها ، فإن خادم الحرمين الشريفين وفي قمة الظهران في 15 إبريل أعلن أمام العالم أجمع إطلاقه اسم «قمة القدس»على القمة في رسالة واضحة ومحددة إلى إدارة الرئيس ترامب بأن قراره بنقل السفارة واعتبار القدس عاصمة لإسرائيل هو قرار مرفوض جملة وتفصيلا، ولن يخلق حق أو ينشيء التزاما «.  وأضاف عريقات» أن السعودية وضعت فلسطين فوق مصالحها مع أميركا، وهي ليست بحاجة لشهادة من أحد».


البيان الختامي


وأشار عريقات إلى البيان الذي صدر عن قمة الظهران وقال « فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، تضمن البيان جميع ما جاء في الثوابت الفلسطينية بحق الشعب الفلسطيني، بإقامة دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من يونيو1967، وحل قضايا الوضع النهائي استنادا إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة وعلى رأسها قضية اللاجئين والأسرى، وكذلك التمسك بمبادرة السلام العربية دون أي تغيير .

وقال عريقات» لكل ذلك فإن كل التقدير والشكر للأشقاء في المملكة  ولخادم الحرمين الشريفين ولسمو ولي العهد وللشعب السعودي الشقيق على هذه المواقف، التي يقفونها إلى جانب القضية الفلسطينية، باعتبارها قضيتهم الأولى، وإذا أردنا مراجعة التاريخ فهذه مواقف اتخذت منذ الثلاثينيات من القرن الماضي، فكانت هناك مواقف مشرفة لا مجال لسردها «.

 


شهادة أبو مازن 


وفي هذا الصدد، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن القمة: «عقدت القمة العربية العادية في الظهران، بعد أحاديث طويلة وشائعات كثيرة أن القمة لن تعقد، ونحن نسمع وننتظر، لم نصدق الكلام، بصراحة، وليس مجاملة للسعودية ليس هذا موقفها التاريخي معنا، ذهبنا إلى القمة، جاء موعد حديث الملك سلمان، الذي قال « قبل أن أعطي الكلمة للرئيس عباس أقول: إن هذه القمة اسمها قمة القدس، وسنتبرع للأوقاف ونحن سياسيا مع الفلسطينيين، تفضل يا أبو مازن إحكي، ولم يبق لي شيء أحكيه، أخذنا كل ما نريد بما في ذلك المبادرة التي قدمناها في الأمم المتحدة، وضعت وسميت في النص كما هي». وأضاف في كلمته الافتتاحية في المجلس الوطني الفلسطيني بعد القمة « هكذا كانت هذه القمة، ونحن سعداء جدا». وأكد دبلوماسي فلسطيني شارك في صياغة البيان النهائي للقمة على أن « الأشقاء في  السعودية تبنوا القرارات الفلسطينية التي تم تقديمها دون أي تعديل»، مضيفا «حصلنا على ما نريده من القمة وأكثر».

 


استثناء قطر


قال قادة فلسطينيون إن السعودية قادت مواقف مشابهة استمع إليها الجانب الأميركي في العاصمتين الأردنية عمان والمصرية القاهرة، ولكن ليس العاصمة القطرية الدوحة حيث قيل كما عبر عن ذلك علنا السفير في وزارة الخارجية القطرية محمد العمادي للتليفزيون الإسرائيلي « إذا قبل الفلسطينيون بصفقة القرن فإننا نقبل بها».  وكان وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي خص بالشكر السعودية والأردن ومصر، بعد هذه الجولة الأميركية الفاشلة مستثنيا قطر من شكره . وأشار المالكي إلى «الموقف السعودي الذي عبر عنه وزير الخارجية عادل الجبير بتأكيده أن دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي ثوابت عربية لا تتزحزح، وأن الانحراف عن ذلك تحت أي مسمى لا يخصنا فإما حل عادل أو لا حل».


 تباكي إسرائيل


قال مسؤولون فلسطينيون لـ «الوطن» إن سلسلة المواقف العربية المنطلقة أساسا من السعودية أوصلت الطاقم الأميركي إلى استنتاج بأن فرص خطة السلام الأميركية الجديدة أو ما يسمى بـ» صفقة القرن» باتت معدومة، ومن ثم فقد جمد الأميركيون المساعي لطرح هذه الخطة وباتوا يركزون على تنفيذ مشاريع إنسانية في غزة في محاولة للتغطية على فشلهم الذريع».

وترى حكومة اليمين الإسرائيلية أن موقف السعودية إنما يساند موقف القيادة الفلسطينية الذي يرفض أي حل لا يشمل قيام دولة فلسطينة عاصمتها القدس الشرقية، كما يشكل الموقف السعودي انتكاسة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يأمل عكس مبادرة السلام العربية لتبدأ بالتطبيع العربي مع إسرائيل. وكانت صحيفة « معاريف» الإسرائيلية قد ذكرت في وقت سابق أن» موقف المملكة العربية السعودية من خطة السلام الأميركية (صفقة القرن ) هو بمثابة الضربة القاضية لها»، معتبرة أن الخطة وصلت إلى نهايتها ومستبعدة أن تقوم الإدارة الأميركية بإصدار بيان رسمي بهذا الشأن، بعد التصريحات التي صدرت من المملكة العربية السعودية حولها .

وأضافت:»يبدو أن احتمال الحل السياسي للنزاع قد تبدد ، حيث لم يعد رفض خطة السلام الأميركية، يقتصر على جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس فقط، ولكن ما يقوض ويصفي عمليا الأمل لتحقيق حلم الرئيس ترمب، بالصفقة المطلقة، هي السعودية ، الدولة العربية المركزية».


 


فريق السلام الأميركي


حسب قادة فلسطينيين، فإن صلابة الموقف السعودي حالت دون ما كان يطمح إليه فريق السلام الأميركي، لانطلاق خطة جديدة للسلام أو ما أطلق عليه « صفقة القرن»، إذ شعر المفاوضون الأميركيون بانتكاسة بعد زيارتهم نهاية شهر يونيو الماضي إلى المملكة. واستنادا إلى مسؤول فلسطيني كبير ، فإن كبير مستشاري الرئيس الأميركي جاريد كوشنر ومبعوث ترمب للاتفاقيات الدولية جيسون جرينبلات استمعا إلى ما كانا يخشانه.

وقال المسؤول الفلسطيني، الذي اطلع على فحوى المحادثات السعودية –الأميركية، إن الأشقاء في السعودية قالوا لفريق السلام الأميركي

إنهم لن يقبلوا أي اقتراح يلتف على القيادة الفلسطينية، وأن المملكة لن تقبل أي حل لا يقوم على أساس دولة فلسطينية كاملة السيادة عاصمتها القدس الشرقية». وأضاف» رفض الأشقاء في السعودية توجيه اللوم الأميركي للقيادة الفلسطينية، وعندما قال الجانب الأميركي إنه يريد اللقاء مع القيادة الفلسطينية برعاية سعودية كان رد المملكة» أعطونا خطة تتضمن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وعندها سنرعى هذا اللقاء فصمت الأميركيون»، مؤكدا أن الاعتقاد السائد في أوساط القيادة الفلسطينية أن الموقف السعودي أحبط الخطة الأميركية قبل أن تولد.


من كلمات القادة الفلسطينين  


 « أخذنا كل ما نريد في قمة القدس بالظهران بما في ذلك المبادرة التي قدمناها في الأمم المتحدة»

الرئيس الفلسطيني محمود عباس

 






 « نثمن عاليا مواقف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، التي لم تكن في يوم من الأيام ومنذ نكبة فلسطين إلا مع القضية الفلسطينية ونضال الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره «.

 «السعودية وضعت فلسطين فوق مصالحها مع الولايات المتحدة، وهي ليست بحاجة لشهادة من أحد»

 « ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، أبلغ كبير مساعدي الرئيس الأميركي كوشنر، أن القدس الشرقية خط أحمر وقد سمعت ذلك من كوشنر شخصيا».


 « كوشنر أبلغني شخصيا كيف عارضت السعودية قرار أميركا بشأن القدس»


أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات 


 « تأكيد السعودية على أن دولة فلسطين على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هي ثوابت عربية لا تتزحزح»

 


  «إن الانحراف عن ذلك تحت أي مسمى لا يخصنا فإما حل عادل أو لا حل»

وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي