تحمل أرضية الملاعب الرياضية جزءا كبيرا من ارتقاء الأداء الرياضي الكروي، باعتبار أن جاهزيتها تمثل اكتمال المنظومة الأدائية.

غير أن هناك إشكالا عريضا تزامن مع انطلاق الدوري السعودي لهذا العام -والذي يعد الأقوى- عطفا على وجود أعداد مهولة من العناصر الأجنبية ذات الكفاءة، تدعم صفوف الفرق، والتي لم يسبق أن شاركت بتلك الكثافة، فضلا عن استقطاب نخبة من الحكام الأجانب المشهود لهم في الساحة العالمية.

والأكيد أن سلامة أرضية الملاعب تساعد على تأدية العزف الأدائي، وتُغيّب شبح الإصابات.

ملعب الهلال أو ما يسمى محيط الرعب أو الجامعة -ليس مهما التسمية بقدر الوصف- أرضيته تعد الأفضل رغم أنها اجتثت خلال الفترة التي أقيمت فيها فعاليات المصارعة الحرة، وعاد البناء خلال أيام قلائل، وننشد أن تكتمل الصورة بجاهزية البقية، خاصة أن المناسبات المقبلة سيكون الصراع مختلفا، باعتبار أن القسم الثاني للدوري يحمل إثارة مختلفة، إلى جانب سباق كأس الملك والتنافس الآسيوي والعربي للأندية.

التفاؤل يكبر بعودة المساحات الخضراء الجميلة إلى سابق عهدها، وهذا ليس بصعب المنال في ظل الاهتمام الذي يوليه رجل الرياضة الأول الأمير عبدالعزيز بن تركي الفيصل، إذ تفقد -عن كثب- الملاعب واجتمع بالفريق الهندسي، وتحديدا في ملعب الأمير عبدالله الفيصل بجدة، في إشارة إلى بعد رؤيته، وحرصه على سلخ الإشكالات التي تلامس ملاعبنا.

ويقيني أن هذا الهمّ سيزول قريبا، وتتلاشى المعضلة، وتقل مطالبات الأندية بخوض المباريات على ملاعبها، ويصبح التركيز منصبّا على التنافس المحموم بين الفرق، خاصة بعد عودة الدوليين.

المتعة كانت طاغية -خلال الأيام الماضية- في المقارعة الآسيوية للمنتخبات، والاحتدام بين الفرق محليا في منافسات كأس الملك، ولعل مواجهتي قطبي الرياض «الهلال والنصر» أمام الجارين «الفيصلي والفيحاء» كانتا الأكثر إثارة ونديّة، وعاشت الجماهير الرياضية يوما رياضيا كاملا، بدأ من الثانية ظهرا بنزال منتخبنا أمام اليابان آسيويا، وامتد إلى مواجهات الفيحاء والنصر والاتحاد والتقدم، وانتهت السهرة الكروية بمقابلة الهلال مع الفيصلي، وجميع تلك النزالات ضمن سباق كأس الملك.

واليوم، يلتقي الأهلي والوحدة، وعادت الأيام الخوالي الجميلة لوحدة زمان، حينما يقارع أهلي الكؤوس، والمتعة لم تكن محصورة وسط الميدان، وإنما تجاوزتها على جنبات المدرجات.

عموما، المباريات القادمة حبلى بالمفاجآت والإثارة الكروية، لخطف أغلى الكؤوس، والوقوف على قمة دوري النَّفَس الطويل.