قالت مصادر دبلوماسية إن الأزمة بين تركيا والولايات المتحدة تعمقت بما يمهد الطريق أمام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب لفرض خطوات عقابية جديدة ضد تركيا.

جاء ذلك على خلفية عودة الوفد التركي من اجتماع مع مسؤولين أميركيين دون حل للقضايا الخلافية بين البلدين وفي مقدمتها احتجاز أنقرة للقس أندرو برانسون، وكذلك فرض عقوبات ضد وزيري الداخلية والعدل التركيين، فضلا عن مضاعفة الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم المستوردين من تركيا إلى 50% و20% تباعاً، فيما تسارع تدهور الليرة التركية مسجلة هبوطا حادا وصفته دوائر اقتصادية بالانهيار وليس التراجع.

واعتبرت تركيا في وقت سابق أن زيادة التعرفة الجمركية بمرتين على الصلب والألمنيوم التركيين التي أعلنها الرئيس الأميركي ستضر بالعلاقات، متوعدة بالرد.

وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان «يجب أن تعلم الولايات المتحدة أن النتيجة الوحيدة التي ستجلبها مثل هذه العقوبات والضغوط، هي إلحاق الضرر بعلاقاتنا كحليفين»، فيما اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في افتتاحية في صحيفة «نيويورك تايمز» أمس، أن شراكة الولايات المتحدة مع تركيا قد تكون في خطر بعد فرض عقوبات أميركية سرعت تراجع الليرة إلى مستوى قياسي مقابل الدولار.

شراء الليرة

كان الرئيس التركي قد ألقى كلمة أمام أهالي ولاية بايبورت شمال شرقي البلاد، داعيا الأتراك إلى التخلي عن الدولارات وشراء الليرة في المقابل من أجل دعم العملة المحلية المنهارة، فيما لم تمنع دعوة أردوغان التي جاءت في يوم تعرضت فيه الليرة التركية لأكبر كارثة، الرئيس التركي من الاستنجاد بالشعب مجددا، طالبا منهم بيع الدولار واليورو وشراء العملة الوطنية. لكن رد الفعل جاء عكسيا.

وأفادت وكالة بلومبرج الاقتصادية بزيادة كبيرة في طلبات سحب أموال بالدولار الأميركي من المصارف التركية، بعد أن فقدت العملة أول من أمس فقط 20 % من قيمتها، أي ما يعني خسارة المدخرين بالعملة المحلية خُمس قيمة مدخراتهم.

ونقلت بلومبرج عن متعاملين أن هناك زيادة كبيرة في طلبات سحب العملات الأجنبية في جميع الفروع، مشيرة إلى أن حوالي نصف ودائع النظام المصرفي بالدولار أو اليورو، وفقا لأحدث البيانات التنظيمية، وهو ما يعني أن نصف المودعين قد خسروا خمس قيمة مدخراتهم، بينما يتخوف أصحاب الدولارات من إجراءات تعوق سحبهم لأموالهم.



 خسارة خمس المدخرات

وأظهرت زيارات ميدانية مكافحة فروع ثلاثة مصارف خاصة كبيرة لمواكبة طلبات المواطنين للحصول على العملات الأجنبية.

وفي اثنين من البنوك، لم يتمكن العملاء من الحصول على العملات الأجنبية حيث انتظرت الفروع موافقة المقر الرئيسي.

و»لم يستطع أحد البنوك تلبية طلب بسحب 5 آلاف دولار»، بحسب مصادر. وقالت مصادر إن دعوة الرئيس التركي لم تستطع تهدئة مخاوف مواطنيه الذين شاهدوا أسوأ يوم للعملة المحلية، بل على العكس، تسبب طلبه منهم دعم الليرة عبر التخلي عن الدولارات، في فزع كبير انعكس بوضوح على أسواق الصرف. وتراجعت الليرة التركية بنسبة 7 % أمام الدولار منتصف أول من أمس، لكنها عاودت الهبوط مرة أخرى لتصل إلى تراجع بنسبة 9 % بعدما قال أردوغان: «إن كان لديكم أموال بالدولار أو اليورو أو ذهب تدخرونه، اذهبوا إلى المصارف لتحويلها إلى الليرة التركية، إنه كفاح وطني».