جسد برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أروع الجوانب الإنسانية والروحانية، وجمع بين الرموز والنخب في شتى قارات العالم، وصحح العديد من المفاهيم المغلوطة عن المملكة، وذلك باستضافة قرابة 47500 حاج ومعتمر بأطهر بقاع الأرض والمعمورة إلى الآن، لتأدية مناسك الحج والعمرة والزيارة.

وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، المشرف على الأمانة العامة لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين الشيخ عبدالله مدلج المدلج لـ«الوطن»، إن «بداية استضافة ضيوف خادم الحرمين الشريفين كانت قبل 22 عاما، وتحديدا عام 1417، واستفاد من البرنامج أكثر من 47500 حاج، منهم 16 ألف حاج فلسطيني»، مشيرا إلى أن 2600 معتمر استفادوا من البرنامج في العمرة والزيارة.

وأضاف، إن «وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف كانت رفعت إلى المقام السامي بأسماء حجاج الشيشان حينما استقلت، وتم اعتماد البرنامج آنذاك من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، رحمه الله».


قارات العالم


أوضح المدلج أن «البرنامج أصبح الآن ينتقل من دولة إلى دولة، ومن قارة إلى قارة، حتى شمل كل قارات العالم، وشمل أيضا أكثر من 150 دولة، مشيرا إلى أنه سبق أن صدر قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، باستضافة أسر الشهداء الفلسطينيين، وهي لفتة إنسانية كريمة غير مستغربة من ولاة الأمر تجاه الأشقاء الفلسطينيين».

وأضاف، أن «البرنامج استضاف العام الماضي وهذا العام 1000 من أسر الشهداء الجيش والشرطة المصريين، بأمر من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، كما استضاف هذا العام 1500 من أسر الشهداء الجيش الوطني اليمني وأسر الشهداء السودانيين المشاركين في عاصفة الحزم وإعادة الأمل، كما صدر أمر سامٍ كريم باستضافة حجاج 500 من دولة غينيا بيساو، استجابة لطلب الرئيس، لأن فئة كبيرة من هذه الدولة لم تحصل على الحج»


النخب المميزة


أبان المدلج أن «هذا العام يعد الأعلى في الاستضافة لعدد ضيوف البرنامج، بعدد يبلغ 5300 مسلم ومسلمة من 94 دولة، مشيرا إلى صدور قرار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بإقرار برنامج للعمرة والزيارة، والذي هو متمم لبرنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين للحج.

ونوه بأن برنامج العمرة والزيارة يستضيف النخب المميزة لعدد من الدول، والذي وصل عددهم حتى الآن 2600 مسلم ومسلمة، ويتبقى 400 من أصل 3 آلاف زائر ومعتمر وفق الأمر السامي الكريم، وشمل ذلك 70 دولة».

وأشار المدلج إلى أن «وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد تولي أهتماما كبير بالبرنامجين، ويوجد تعاون في التنفيذ بين برنامج خادم الحرمين الشريفين وبين سفارات خادم الحرمين الشريفين في الدول المشمولة ببرامج خادم الحرمين الشريفين، سواء الحج أو العمرة، وتعاون مستمر مع وزارة الداخلية، وغيرها من الوزارات ذات العلاقة في تنظيم شؤون الحجاج والمعتمرين».

وقال وكيل وزارة الشؤون الإسلامية، إن «وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، زار البرنامج ورحب بالضيوف والتقى الشخصيات الذين قدموا شكرهم لخادم الحرمين الشريفين، على منحهم فرصة الحج وتحقيق حلم حياتهم، مشددين بأنهم جميعا فداء لهذا الوطن، ولهذه البلاد الطاهرة والأراضي المقدسة».


معايير محددة


أفاد المدلج بأن برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين سواء للحج أو العمرة، يعتمد على شروط ومعايير معينة في الاختيار، فمثلا برامج أسر الشهداء في فلسطين واليمن والسودان يعتمد على اختيار إخوة الشهداء، أو الوالدين، أو أبناء الشهداء، ويتم استضافتهم بالتنسيق مع الدول المشار إليها، وضمن المعايير ألا يكون المستضاف قد أدى فريضة الحج من قبل، ويكون سليما ومعافى في بدنه، كما يتم تحديد نسب معينة وأعداد معينة لكل دولة«.

وأبان أن»المواقف المؤثرة في البرنامج كثيرة، ولعل أبرزها في الحجاج الفلسطينيين، حين تلتقي الأم أو الأخت بأحد الأقارب في البرنامج بعض سنوات طويلة في دولة فلسطين، بحكم ظروف الاحتلال، أو بحكم اغتراب الأبناء في دول العالم، ومن المواقف أن أول 5 حجاج من كوبا قدموا في برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج، كان أحدهم أديبا وقام بتأليف كتاب عن البرنامج ورحلته للحج، ومن المواقف الجميلة هذا العام أن أحد الحجاج الأستراليين، وهو مسلم قديم منذ ما يقارب 20 عاما، تلقى دعوة من برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج، وهذا ما أثار دهشة والدته التي كانت تحاربه بعد دخوله الإسلام، وحين رأت ابنها يركب السيارة استعدادا للذهاب إلى الحج، أمرته بالعودة لتنطق شهادتها على يد ابنها المسلم«.


حل الخلافات وتصحيح المفاهيم


أوضح المدلج أن»أكثر ما يحرص عليه ضيوف البرنامج، أن يجعلوا من مكة المكرمة مقرا لصلحهم وحل خلافاتهم، لما تحويه هذه البقعة الطاهرة من مكانة وقدسية في نفوسهم وفي نفوس عامة المسلمين، وبرنامج خادم الحرمين الشريفين للحج استطاع أن يجمع بين الرموز والنخب، وأصبحوا يتواصلون فيما بينهم بعد انتهاء الفريضة، وفي أحد احتفالات البرنامج لتكريم الحجاج المشاركين في الحج، ذكر المشاركون أن البرنامج كان سببا في التقاء بعضهم ببعض، وبفضل ذلك يتم التواصل فيما بينهم دائما على شكل قروبات«.

وأبان أن»حجاج برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج يلمسون عن كثب ما تقدمه حكومة المملكة لخدمة ضيوف الرحمن، وحجم الجهود الكبيرة في سبيل أداء الحجاج مهمة نسكهم بكل يسر وسهولة»، مؤكدا أن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج يصحح كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السعودية.