عندما تولى الدكتور حمد آل الشيخ حقيبة التعليم، أخرج بعض المهتمين لقاءً له يتحدث عن الاختبارات الدولية وأهميتها.

اللقاء قديم، ومرت عليه سنوات عدة، ولا شك عندي أن كثيرين قد يكونون غيروا آراءهم بشأن هذا الاختبار، وربما كان الوزير أحدهم. لمن لا يعرف، الاختبارات الدولية هي أداة لتقييم أداء الطلاب في الرياضيات والقراءة، تقوم به منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، التي تختصر اسمها بـ OECD.

هذه المنظمة لديها أهداف اقتصادية تربطها بالتعليم، وهي نتاج طبيعي لحركة النوليبرالزم، التي اجتاحت العالم في الثمانينات، وأدت إلى ظهور المساءلة ومبادئ كالقيم مقابل المال، وأنواع للتعليم مثل اقتصاد المعرفة. لكن على كل حال، الاختبارات الدولية ليست عصا سحرية، وهناك حاليا نقد كبير لها يشكك في حجم تأثيرها، كما أنها مكلفة جدا. كما أن نتائج الاختبار ترفق بتقرير لا بد أن تطبق خطوات الإصلاح كما توصي المنظمة، وبما أننا اشتركنا من قبل، هل طبقنا التوصيات؟

إذا كانت الإجابة «لا»، فهذا معناه أننا سنخسر أموالنا فقط ووقتنا. ما أود قوله هنا، إن لدينا خيارا آخر أقل تكلفة، وقد يسير جنبا إلى جنب مع الاختبارات الدولية في تقييم تعليمنا أو تقويمه - كما ترغبون - وهي اختبارات الشهادات العامة الابتدائية والثانوية العامة، وفي رأيي هذه الاختبارات هي من صنعت الطالب الجيد الذي نفتقده اليوم، والذي أدخله قياس وغيره إلى الجامعة، وهو لا يعرف كيف يكتب جملة دون خطأ إملائي، أو ليست لديه قدرة على النقاش، ويعاني غيابا كليّا للعقل الناقد. الثانوية العامة والابتدائية، قد تكونان طوق نجاة لتعليمنا، ودفعه نحو الجدّية، بدءا من المعلم إلى الطالب إلى الأسرة والمجتمع، في تأثيره على المنافسة والرغبة في التفوق، وغيرها. لقد مررنا بسنوات عاصفة دون هذه الاختبارات، استغلّها طلاب لا يجيدون مهارات حقيقية في الوصول إلى الجامعة، ثم وجدناهم -وبسبب تهافت اختبارات الجامعة على الموضة الأميركية في الاختبارات- خريجين بلا مهارات وبلا ثقافة، وكل شخص منهم يريد أن تعيّنه مديرا. لذا، أرجوكم فكّروا في عودتها لنضمن شيئا من هذا التعليم.