الأمم المتحدة منظمة عالمية تم إنشاؤها عام 1945 لهدف حماية حقوق الإنسان، وتضم 6 أجهزة رئيسة وحوالي الـ75 جهازا آخر تعمل تحت الغطاء الأممي في مجالات متعددة لتحقيق الهدف الأسمى (المعلن) الذي يسمى بميثاق الأمم المتحدة، وهو مراعاة حقوق الإنسان بالقيام بالأعمال التعاونية لذلك الهدف.

وتنشط الأمم المتحدة في حماية اللاجئين وحماية المدنيين في مناطق الصراع الساخنة في كثير من مناطق العالم، أو بما يعرف بقوات حفظ السلام الدولية، ناهيك عن العشرات من الوكالات التي تعمل في مجال الإغاثة والتنمية على مستوى العالم.

وللأسف، تلك المنظمات تعمل دون رقابة حقيقية وتحت غطاء سياسي ودولي، مما أدى إلى انتهاكات حقوقية كبيرة على النساء والأطفال في خلال العقد السابق، حيث أفاد تقرير أعده أندرو ماكلويد المدير السابق في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وتم نشره بصحيفة «الصن» البريطانية عام 2018، أن المعتدين استغلوا وظائفهم في مجال الإغاثة للوصول إلى النساء الضعيفات والأطفال.

وقدّر ماكلويد عدد حالات الاغتصاب بـ60 ألف حالة، بناء على تصريحات سابقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس، الذي صرح بأن «قوات حفظ السلام والموظفين المدنيين في الأمم المتحدة اعتدوا جنسيا على 311 ضحية خلال 12 شهرا عام 2016».

وقد أعلنت السفيرة الأميركية السابقة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي أن قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، التي تستغل المجتمعات الضعيفة التي يتم إرسالها لحمايتها، يجب أن تحاسب.

ولم يسلم موظفو الأمم المتحدة من (السعار) الجنسي المنتشر بالمنظمة، حيث شنت صحيفة الجارديان البريطانية هجوما كاسحا على منظمات الأمم المتحدة ووصفت تلك الانتهاكات بـ«اعتداءات تحت الحصانة» نتيجة اعترافات عشرات الموظفات في الأمم المتحدة بحدوث جرائم تحرش واعتداء جنسي لهن خلال عملهن في الأمم المتحدة.

وكشفت دارسة استقصائية حديثة أن ثلث موظفي الأمم المتحدة تعرضوا لتحرش جنسي خلال العامين الماضيين أثناء أداء أعمالهم في المنظمة الدولية.

وأجاب واحد من كل ثلاثة مشاركين في الدراسة (30 ألفا و364) بأنه تعرض لحادثة واحدة على الأقل من المضايقات والتحرشات الجنسية في آخر عامين، لكن هذا الرقم ارتفع إلى 38.7% بالنسبة لهؤلاء الذين أبلغوا عن نوع معين من التحرش الجنسي خلال وجودهم في الأمم المتحدة.

مما لا شك فيه أن المنظمات الدولية لها إسهاماتها التنموية، وحسنت من الرتم الحقوقي بمناطق كثيرة من العالم، لكن الوجه الآخر لتلك المنظمات هو وجه مخجل بامتياز، حيث تستخدم كأداة سياسية في (بعض) الأحيان لتحقيق أهداف وأجندة غير إنسانية، يتم الضغط على دول معينة وغض الطرف على حكومات أخرى حسب المزاج السياسي للهيئة الأممية، وتخرج العديد من (التقارير) المغلوطة التي تمتاز بعبارات (القلق) والشجب والاستنكار مع كثير من (الفلفل) والكمون والبهار.

أخيرا، لم نرَ المنظمات الحقوقية (تتشنج) بسبب الأزمة الفرنسية، ولم تكترث بتشريد ومقتل ملايين السوريين، ورأيناهم يتباكون على (المراهقة) رهف، ومما لا شك فيه أن استمرار أزمة اليمن وتأخير تحرير (الحديدة) بعذر سلامة المدنيين لهو جزء من المخطط الأممي لإطالة الصراع اليمني، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.