موجة من التقلبات والتحولات في سماء دوري الكبار. مؤشر الصعود والهبوط يرتسم على النتائج، إذ شهدت الجولة الـ18 صحوة للأهلي والتعاون، وتراجعا للنصر، وبالتالي اقتربت المسافة والحال ذاتها للفرق التي تسكن قاع الترتيب.

خسارة الباطن وفوز أُحد أربك أوراق الجياد التي تسعى إلى الهرب من المناطق المتأخرة، وربما أن الاتحاد الأكثر ترقبا لتلك التحولات التي بلا شك أضافت متعة على إيقاع العطاء.

الفترة الشتوية أُسدل ستارها قبل أيام قلائل، غيّرت واجهة لاعبين كثيرين كنا نشاهدهم في فرق خلال الفترة الماضية، غير أنهم لبسوا شعارا مختلفا في المواجهات الأخيرة، لعل أبرزهم لاعبا الشباب: هتان باهبري، وعبدالله الخيبري، اللذان تحولا إلى الهلال والنصر، وكسب الليث المال، والجاران دعّما صفوفهما بخامات مؤثرة.

أيضا مدافعا الهلال الحافظ والبقاوي، انتقلا إلى الاتفاق والشباب، والفريدي ومهاجم الفيحاء السالم، هما الآخران كانا ضمن ركب المغادرين.

خلاصة القول، الصورة الجديدة للدوري مختلفة، والإثارة والندية تضاعفت، وهموم الفرق التي تخوض العراك الخارجي مزدوجة، فالهلال والأهلي والنصر أمام مفترقات بين الصراع العربي والتنافس المحلي والسباق الآسيوي باختلاف المهام التي سيخوضها كل فريق، وربما أن الاتحاد هدفه الهرب من مناطق الخطر في الدوري المحلي والبحث عن مقعد آمن، والتأهل لمراحل متقدمة في المقارعة الآسيوية.

وبقدر الاشتعال الذي غلّف التعاقدات المحلية والخارجية، والنتائج التي أفرزتها الجولة الـ18، لاحت تغيرات في جدار الاتحاد السعودي لكرة القدم، الذي لم يتجاوز عمره أصابع اليد الواحدة، ويبدو أن تركيبته الحالية أشبه بالخديج، بدليل الاستقالات التي توالت، فضلا عن انتقادات رؤساء الأندية التي تجاوزت بعضها الخطوط الحمراء، بل إن هناك من خرج عن النص خلال تغريداته التي طالت الرئيس «قصي» شخصيا، وانتقد عمله بطريقة خارجة عن الذوق الرياضي، في وقت كان الجميع ينتظر مبادرات لدعم الإيجابيات ورتق السلبيات التي تحيط باتحادنا العزيز.

وأمام هذا المشهد لا مناص من التغيير من جديد، وكأن الفترة الصيفية لها أسماء تدير فلك العمل والشتوية لها قائد آخر، والأمل كبير في تغييب الإشكالات بعيدا عن الشخصية التي تقود المهمة الصعبة، ويفترض أن تتمتع بخبرة عريضة وتجربة توازي التاريخ التليد للرياضة السعودية.