وفق استطلاع جديد حول ماهية العوامل التي بناءً عليها سيدعم المنتمي إلى الحزب الديمقراطي المرشح القادم للانتخابات الرئاسية عام 2020، تبين أن 49% يعدّون قدرة المرشح على هزيمة ترمب هي أهم العوامل، تلاها 39% يرون أن على المرشح أن يملك الخبرة المناسبة ليصبح رئيسا، في حين يرى 30% أن مواقف المرشح الثابتة خلال السنوات هي العنصر الأهم، في وقت يرى 28% أن على المرشح أن يكون مستعدا للعمل مع الحزب الجمهوري بهدف إنجاز الأعمال.

الحزب الديمقراطي يمرّ منذ أن خسر الانتخابات الرئاسية الماضية عام 2016 بمخاض إعادة تشكيل قواه وعناصره وشخصياته، التي بإمكانها أن تمضي بالحزب إلى الأمام في الفترة القادمة، وهو تماما ما شهدناه في انتخابات الكونجرس الأخيرة، وما صاحبها من احتفالات بنجوم المستقبل من شباب ونساء ورجال وما بينهما، ممن فازوا بمقاعد نيابية على حساب خصومهم الجمهوريين، وهو احتفال له مدلولاته، خصوصا إذا وضعناها في سياق اتساع الفجوة بين اليمين واليسار، وسيطرة الاصطفاف الحزبي على المشهد السياسي الأميركي، إذ أصبح التغني بالتطرف اليساري -كما يرى الحزب الديمقراطي- هو الرد الأمثل على تطرف اليمين الجمهوري.

الأسماء التي تقدمت رسميّا بإعلانها الترشح للمنافسة على المقعد الديمقراطي لانتخابات الرئاسة تنوعت، إلا أن ما يمكن وصفها حتى الآن هي أنها متوازنة من ناحية العدد بين الرجال والنساء، وتنحو باتجاه الجيل الشاب أكثر من ميلها للاعتماد على أصحاب الخبرة من عناصر الحزب، إلا أن السباق ما زال في بدايته، وهناك أسماء أكثر ثقلا وخبرة في المعسكر الديمقراطي متوقع أن تعلن ترشحها خلال الأسابيع والأشهر القادمة، منها زعيم أقصى اليسار «بيرني ساندرز»، ورجال الأعمال: الملياردير «مايكل بلومبيرج»، ونائب الرئيس الأميركي السابق «جو بايدن».

وفق استطلاعات حديثة، فإن غالبية الديمقراطيين يرون أن «جو بايدن» هو الخيار الأمثل الذي بإمكانه التغلب على ترمب وإزاحته من الرئاسة، والعودة بأميركا -كما يطالب الديمقراطيون ويقول بايدن- إلى موقعها الطبيعي بين الأمم، إذ قال في كلمة له في «لاس فيجاس» العام الماضي، «إن القيم الأميركية تم تمزيقها من رئيس لا يهتم إلا بنفسه، هذه هي أميركا! دعونا نستعيد مجلس الشيوخ، وسنغير العالم كما نعرفه».

وفقا لصحيفة «ديلى ميل» البريطانية، فإن ترمب يعدّ بايدن «أخطر خصم محتمل» في السباق الرئاسي، إضافة إلى قلقه من السيناتور «إليزابيث وارين» من ولاية ماساتشوستس، والتي ينظر إليها على أنها من جيل الوسط الذي يملك الخبرة، ولكن لم يلوث بعد بملوثات واشنطن السياسية التي يمقتها كثير من جيل الشباب، إلى جانب أنها تمثل الأمل في وصول سيدة -للمرة الأولى- إلى كرسي الرئاسة، بعد أن ثبت للأميركيين أن خسارة «هلاري كلينتون» لم تكن إلا بأصوات المجمع الانتخابي، وليس بأصوات الشعب، وهو ما يعطي الأمل لهؤلاء بأن الوقت قد حان فعلا لامرأة أن تصبح رئيسة، وأن «وارين» هي المرشحة المناسبة، والقادرة على تحقيق ذلك.

«جو بايدن»، والذي يعد أول نائب رئيس أميركي كاثوليكي، والذي قد يصبح ثاني رئيس كاثوليكي بعد جون كيندي -في حال فاز- لديه كثير من الأسئلة التي عليه إقناع الناخب بها قبل الوصول إلى ضمان ترشيح حزبه لمعترك منافسة الشعبوي ترمب. فقد عارض حرب تحرير الكويت عام 1991، ولكنه وافق على الحرب على العراق عام 2003. وفي الوقت ذاته عارض زيادة القوات الأميركية في العراق عام 2007، كما أنه كان من المؤيدين للخيار الدبلوماسي مع إيران وداعم لاتفاقها النووي، كما أنه صوّت سابقا ضد أن يصنّف الحرس الثوري الإيراني منظمةً إرهابية، إلى جانب أنه كان من دعاة تقسيم العراق إلى 3 أقاليم: فيدرالية سنية كردية شيعية.

إلا أن هناك قلة حتى الآن ممن يتحدثون عن تحديات بايدن المرتبطة بأعماله التجارية، وشبهات الفساد التي تثار حوله. فوسائل الإعلام الأميركية -بحكم ميلها اليساري، ودعمها الواضح للديمقراطيين- بالكاد تتحدث عن الصفقات المشبوهة التي قام بها المقربون من«باراك أوباما» وخليفته «جو بايدن»، و«جون كيري»، وغيرهم من السياسيين.

ففي كتاب Secret Empires، يكشف كاتبه «بيتر شويزر» -استنادا إلى وثائق فساد- عائلات هؤلاء واستغلالهم مناصب ذويهم.

وهي تفاصيل لا شك أنها ستبرز للعامة خلال الفترة القادمة، خصوصا في حال تحققت تحليلات المراقبين، وتقدم بايدن بالترشح رسميا للمنافسة.