قال جون ماكسويل ذات مرة إن القائد هو الذي يعرف الطريق ويذهب نحوه ويدلي إلى الطريق. فلا توجد مبالغة إذا قلنا إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان يقف صادقا لمقولة ماكسويل عن الزعماء، فبعد عقود من الصراعات والفوضى داخل المنطقة، وضع ولي العهد العالم العربي على طريق يؤدي إلى التنمية الاقتصادية. وهذا تحول كبير في النظرة التقليدية للمنطقة المنتجة للنفط، إلى أن تصبح اقتصادات مزدهرة في العالم.

في الوقت الحالي، يقول محرك النمو إن المملكة العربية السعودية هي التي تقود الطريق لجيرانها. إن الساحر الذي يقف وراء هذا التحول الهائل هو بالطبع، الزعيم الشاب والديناميكي والإصلاحي -ولي العهد محمد بن سلمان- الذي وضع المملكة العربية السعودية على مسار تحويلي ليتحرك إلى قوة اقتصادية مزدهرة.

ينتظر الشعب الباكستاني بأكمله 16 فبراير، عندما سيصل ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قاعدة مطار نور خان بإسلام أباد في زيارة رسمية إلى باكستان، وعلى رأس وفد رسمي ضخم. في حين يعتزم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان توقيع اتفاقيات استثمار ومذكرات تفاهم تبلغ قيمتها 20 مليار دولار مع باكستان، فإن الصفقة الرئيسية المقرر توقيعها هي مصفاة للنفط في جوادر.

سيُذكر اليوم دائما كمؤشر فاصل في تاريخ العلاقات السعودية الباكستانية، حيث ستوقع الحكومتان 10 اتفاقيات ومذكرات تفاهم للاستثمارات في السياحة والتكنولوجيا ومعالجة وصناعة الأغذية والبناء والإنتاج الدفاعي وغيرها.

وقد فتحت باكستان فرصا جديدة أمام المستثمرين الجدد، والمملكة العربية السعودية أصبحت أكبر شريك استثمار منذ العقدين الماضيين. وسيشرفني أن أشهد هذه اللحظة التاريخية، وسوف أوقع أيضا اتفاقيتين مختلفتين بين وزارتي الداخلية في البلدين.

تنهض باكستان اليوم لتصبح بلد اقتصاد مزدهر، وأصبحت باكستان وتحت قيادتها الجديدة عمران خان -رئيس وزراء باكستان البصيرة- أصبحت باكستان مقصدا جديدا للمستثمرين الأجانب والسياح.

وفي ديسمبر 2018 فقط، احتلت باكستان المرتبة الأولى من حيث جذب محبي السياحة العالمية من بين 20 وجهة سفر أخرى للمغامرة من قبل جمعية الرحال البريطانيين. كما اعتبرت الجمعية مناطق أقصى شمال باكستان الأكثر صداقة في العالم والمناظر الطبيعية الجبلية التي تفوق خيالات أي شخص.

هذا التصويت موضع ثقة لباكستان التي تبنت سياسة تأشيرة مفتوحة، وفتحت حكومة باكستان للسياح والمستثمرين إلى جانب أجندة إصلاحية تحت إشراف ثاقبة من عمران خان. لقد ابتعدت الحكومة الجديدة عن النظرة التقليدية للدولة الأمنية إلى دولة اقتصادية مزدهرة تتوق إلى إشراك جيرانها وأصدقائها البعيدين في تشكيل روابط جديدة لصانعي السلام العالميين والإقليميين.

وباكستان تلعب دورا رئيسيا في إنقاذ السلام والوئام بين دول الشرق الأوسط، كما أنها تشتهر بمناورات السلام في الشرق الأوسط وأفغانستان في إطار سياسة الجوار الهادئة لحكومة «تحريك إنصاف» الباكستانية.

وقد أشاد الرئيس دونالد ترمب وغيره من زعماء العالم برئيس الوزراء عمران خان على دعمه الكامل لعملية السلام في أفغانستان. فالاستقرار والسلام في أفغانستان لن يساعد المنطقة للعودة إلى السلام والهدوء فحسب، بل أفغانستان المسالمة ستفتح أيضا أبوابا جديدة للتجارة والاستثمار في المنطقة الإقليمية وعبر الأقاليم من خلال مزيد من الترابط بين شرق ووسط آسيا والعالم العربي وإفريقيا وأوروبا.

باكستان اليوم هي وجهة آمنة ومأمونة لاستثمار السياح والمستثمرين العالميين في ظل المؤسسات التي تم إصلاحها وبنظرة جديدة. قد حان الوقت للمستثمرين للانتقال إلى باكستان واستكشاف فرص الاستثمار هنا، حيث قام رئيس الوزراء عمران خان بوضع سياسة يحصل فيها المستثمرون على أقصى قدر من الفوائد، كما أن النظام الضريبي الحكومي وسياسة التأشيرات تتماشى مع الاستثمار، إضافة إلى ضمان سهولة القيام بالأعمال التجارية.

بينما وأنا أكتب هذه السطور، أستطيع أن أرى من نافذة مكتبي «مسجد فيصل» الكاريزمي، الذي يعتبر رمزا للعلاقات الودية بين السعودية وباكستان. والمسجد هو واحد من بين مئات المشاريع التي تصور العلاقة السعودية الباكستانية التاريخية الطويلة الأمد، والتي تم اختبارها على مدى الزمن، والتي صمدت أمام اختبار الزمن. تتحرك كل من باكستان والمملكة العربية السعودية الآن سعيا وراء شراكة متجددة من شأنها أن تفيد شعوبنا وستدفع الأرباح إلى الأجيال القادمة.

الباكستانيون في جميع أنحاء البلاد يعقدون تصورا أكثر ملاءمة للمملكة العربية السعودية وقيادتها، وقد سجلت الاستطلاعات العامة الأخيرة نسبة 95% من الباكستانيين الذين ينظرون إلى المملكة العربية السعودية بشكل إيجابي. حافظت باكستان، كونها واحدة من أقوى القوى العسكرية في العالم الإسلامي، على موقع فريد لمساعدة المملكة العربية السعودية في احتياجاتها الدفاعية.

لطالما ساعدت المملكة العربية السعودية باكستان كلما دعت الحاجة.

المملكة العربية السعودية هي الدولة المضيفة الرئيسية للباكستانيين في الخارج، حيث يعيش حوالي 24% من الباكستانيين المغتربين في المملكة العربية السعودية، أكبر وجهة للمغتربين في باكستان. وعلى مر السنين، أسهم المغتربون الباكستانيون كثيرا في تحويل المملكة العربية السعودية إلى اقتصاد حديث ومزدهر.

وبصفتي طالبا في التاريخ السياسي، أدرك الحقيقة أن أسمي ولي العهد محمد بن سلمان ورئيس الوزراء عمران خان، ستذكر عند الأجيال القادمة على أخذ -بعزمهما الجماعي والحكمة المشتركة- خطوات عملية لترجمة علاقة ثنائية ممتازة في التعاون الاقتصادي.

وبصفتي وزير الداخلية سأواصل العمل بجد لتوفير بيئة آمنة وسلمية لجميع المستثمرين والشركات الأجنبية العاملة في مشاريع بجميع أنحاء باكستان. كما أنني سأعمل بشكل وثيق مع نظيري السعودي للمشاركة بشكل مشترك في جبهة لمكافحة الجرائم والإرهاب.

هذه الزيارة التاريخية حلم أحلم به دائما لأنني شاهد على التاريخ في صنعه. في الوقت الذي يصافح فيه زعماؤنا الشجعان والمخلصون اليوم ليأخذوا البلدين إلى قمم جديدة، فإنني سأقف شاهقا وشعورا بالفخر لكوني أصبحت جزءا من هذه العملية التي من المقرر أن تدخل مرحلة جديدة من الصداقة والأخوة.

عاشت السعودية وباكستان الصداقة.

 


 


شهريار خان اقريدي


وزير الدولة للداخلية في باكستان