السعودية تعتبر مصدرا رئيسا وهاما لإمداد الصين بالنفط، لا ينافسها على المركز الأول سوى روسيا التي تتميز عنا بقرب المسافة من الصين، ولذلك مساهمة السعودية في الاستثمار في ميناء جوادر الباكستاني هي خطوة موفقة لتقريب مسافات التصدير التقليدية التي تمر عبر البحار وتستغرق أسابيع وأياما طويلة. يمكن اختصار الوقت بشكل كبير إذا ما ذهبنا إلى الصين عبر ميناء جوادر الذي استأجرته الصين لمدة 40 عاما. ميناء جوادر الذي يبعد فقط 380 كم من دولة عمان، بإمكانه حقا أن يكون النقطة الفاصلة ما بين تفوق روسيا في تصدير النفط إلى الصين، وبين أن نكون نحن المصدر الأول.. المسافة هي الحكم وقرب المسافة هو العامل الرئيس، ولن يكون هناك طريق أقرب للصين من ميناء جوادر المطور بمبلغ 248 مليون دولار. الطريق الذي تنفذه الصين الآن يحوي سكة حديد لعربات القطار، بالإضافة إلى أنابيب بترول وغاز، لاستخدامها كوسيلة أسرع في نقل البترول والغاز المستورد من دول الخليج العربي. وقد تصبح السعودية شريكا مباشرا في هذا المشروع بعد الدعوة التي قدمتها الحكومة الباكستانية مؤخرا للسعودية، بأن تسهم كشريك في هذا الممر، وقد بدأت الصين في إنشاء مجموعة من المناطق والحدائق الصناعية ومناطق التجارة الحرة، وغيرها من المشروعات الرئيسة على امتداد الطريق من غرب الصين حتى الميناء، وبدأ البلدان التعاون في توفير البنية التحتية وموارد الطاقة والزراعة وأعمال الري وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وغيرها. في عام 2015 وقعت اتفاقيات قيمتها الإجمالية 46 مليار دولار أميركي، في النقل والطاقة والبنية التحتية، تمثل التنمية الاقتصادية الباكستانية، وهي أيضا النقاط الرئيسية التي تركز عليها مبادرة الحزام والطريق، وفي مجال الطاقة بدأ بناء أو تشغيل مجموعة من مشروعات الطاقة الكهربائية في باكستان، منها مشروعات الكهرباء الحرارية والكهرباء الهيدروليكية وطاقة الرياح والطاقة الشمسية والطاقة النووية.

 وفي مجال النقل، تم بناء المرحلة الأولى لمشروع توسيع طريق كاراكورام السريع. وبدأ بناء طريق سريع يربط بين كراتشي في جنوبي باكستان ولاهور في شمالها، وسيتم بناء أول خط سكك حديدية حضرية في مدينة لاهور، ثاني أكبر مدينة في باكستان. كل هذه المشروعات لا تحسّن البنية التحتية في باكستان فحسب، وإنما أيضا تقدم فرص تنمية هائلة للمناطق على طول هذه الطرق، كل هذا جزء بسيط فقط مما تفعله الحكومة الصينية لإنجاح مشروعها الحزام والطريق، الذي يعد نجاحه نجاحا لنا أيضا ومنفذا لصادراتنا النفطية إلى الصين التي تعد أهم شركائنا في المستقبل.