موجة من الغضب انتابت الاتحاديين، وتحديدا بعد مواجهة الرائد في الجولة الماضية، إذ صبّ كثير من عشاق العميد جُلّ غضبهم على لجنة الحكام.

اللافت أن الاتحاد خسر 11 مباراة سابقة، وكان الصمت يخيّم على أجوائه، غير أن ارتفاع حدة التوتر تضاعفت بعد لقاء الرائد، بهدف الضغط على التحكيم قبل مواجهة الهلال الدورية التي تعد -بلا شك- مهمة لمن يقف في الصدارة، وفي الوقت ذاته الفريق الذي يصارع على الهبوط.

والصحيح أن الاتحاد في مثل هذا التوقيت يفترض أن يحرص على خطف النقاط من الفرق التي يتصارع معها في المراكز المتأخرة، لأنها المكسب الحقيقي، إذ يبعدها 3 نقاط وفي الوقت ذاته يتقدم مثلها، أما من يقف في القمة فلن تكون الإيجابيات مزدوجة كحال من يتنافس معهم في القاع.

الرئيس الاتحادي طلب اجتماعا بخليل جلال، الذي يدير فلك التحكيم، تلك الرغبة لم يكن لها مبرر، بل إن الأمر يضع استفهامات عدة، والصحيح أن ذلك وسيلة للتجييش على اللجنة التي يقف على هرمها كادر سعودي مؤهل، نسأل الله له التوفيق. ويتعين على الاتحاديين -في مثل هذا التوقيت- الهدوء وتهيئة اللاعبين، لكن الأمر لم يكن كذلك، والشرارة بدأت من اللحظة التي أُسدلت فيها أحداث المواجهة الأخيرة، إذ تشابك مدير الكرة بالفريق أسامة المولد مع مدرب الرائد، وكان يسبقها بين الشوطين مشادة كلامية بطلها المهاجم فهد المولد والأجنبي روماريو، وهذا تأكيد أن الفريق يعاني سوءَ التجهيز الداخلي -وهو الأهم- لأن رباطة الجأش مطلبٌ لتحقيق المكتسبات.

الصخب الاتحادي ستتحول مؤشراته بعد لقاء الهلال إلى اتجاه آخر، وربما يكون الضحية القادم الجهاز التدريبي إذا تواصل التفريط.

بعيدا عما يدور في الفلك الاتحادي، أبارك للهلال والأهلي تحقيق نتائج إيجابية في المشوار العربي، ويبدو أن هناك قمة تنتظر الفريقين لا خاسر فيها. الأمر الآخر، أفرزت المواجهات الأخيرة في سباق الدوري المحلي ارتفاعا في مؤشر العطاء الهلالي، رغم الإصابات التي اجتاحت كثيرا من عناصره، وأبعدت 3 من الركائز الأساسية حتى نهاية الموسم، لكن المدّ الأزرق يتدفق، وفي الوقت ذاته تحسّنت أحوال الليث الشبابي، وبات التعاون الحصان الأسود، وتراجع الوحدة بشكل مخيف، واطمأن الحزم والرائد على البقاء في مقاعد آمنة، والأيام المقبلة حبلى بالمفاجآت في المواجهات التي لا تقبل التفريط.