في تنامٍ وتَسْارعٍ مُستمر يقوم سمو ولي العهد وخلال هذه الأيام بجولات تَعَادليّة نظر إليها سموه بمنظار نقل الصوت السعودي إلى جنوب شرق آسيا ذاتْ المليارية السكانية، حيث تشكل الهند وباكستان والصين أكثر من 2 مليار نسمة في العالم، ليعْطي حركة للاقتصاد وتوطينه تبَادُلياً بين المملكة وهذه الدول، وعندما نرجع إلى مفردات البيان الصادر في أعقاب زيارة ولي العهد إلى باكستان نلحظ التركيز على أهمية تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، ونتج عن ذلك قيام مجلس تنسيق أعلى بين البلدين لمتابعة نتائج الزيارة، وتُفيد بنود هذا البيان الناجح في مضمونه إلى ما توَصَل إليه البلدان، ومن بينها تعزيز التجارة الثنائية والاستثمار وتشجيع التواصل بين الشعبين وبين رجال الأعمال، ويكفي أن سمو الأمير محمد بن سلمان عيَّن نفسه سفيراً لباكستان ولكل الباكستانيين في المملكة، إيماناً منه وفقه الله بأن كل باكستاني هو في عين القيادة السعودية، وتركيزاً لأهمية التواصل واستمرار عمل اللجنة المشتركة بين البلدين لِصَالحهما، وبناء الشراكة الاقتصادية القَوّية بمستقبل التجارة والصناعة، وخصوصاً الصناعات العسكرية، حيثُ بلغ حجم التَّنوع الاقتصادي إلى 22 مليار دولار، وما حدث أيضاً في الهند بلد المليار، وأكثر من برنامج عمل كبير لسيدي ولي العهد، والتي كان من أبرزها الإعلان عن انضمام المملكة للتحالف الدولي للطاقة الشمّسية، وعقده اجتماعات متعددة في مختلف مجالات التنمية، اشتملت على عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، تمتّ أثناء الاستقبال الكبير لسمو ولي العهد في قصر حيدا أباد، كان أشهرها برنامج عمل بين الهيئة العامة للاستثمار وبين نظرائهم في الهند، وكذلك الإسكان والسياحة والتراث الوطني والبث الإذاعي والتلفزيوني، إنما يتم اليوم في الهند وبين المملكة والدول التي هي في منظومة دول العشرين لهو برنامج تقوده الرؤية 2030 نحو آفاق، الذي أطلقه الأمير محمد بن سلمان، ويعمل من أجله ونجاحه على مختلف المجالات، اليوم تقف السعودية والهند في قوة اقتصادية ثنائية تبادلية، إذ إن الهند تقود العالم في تخصصات تقنية دقيقة ومصانع ذات كفاءة عالية، في حين أن المملكة تقف مع الحضور وفي تباَدِل النفط مع الهند تحديداً، وربمّا في المستقبل مصانع تخزينية وتكريرية على غرار ما يوجد في بعض بلدان العالم المتقدمة، وهنا ميزة التفوق في العلاقات التي تعززها هذه الزيارة، وكذلك المحطة الثالثة، حيث الصين، ذلك البلد الذي راَهَن أنْ يكون في مصاف دول العالم، وأثبتت ذلك نتائج المستوى الصناعي الذي وصَلت إليه دولة الصين، وما حدث في باكستان، وما حدث في الهند وغيرهما من البلدان التي زارها الأمير محمد بن سلمان، حدث في محطته الأخيرة الصين ليُعلن للعالم أن الشراكة في دول العالم المتقدم هي شراكة الند للند، وقيام الدول إنما هو مبني على مصالح مشتركة متبادلة بين بعضها البعض، وهذا ما أخرجَتْه هذه الزيارات الملكية لولي العهد حفظه الله، وقد أجمع المحللون السياسيون على أن السعودية تنهض معها بالآخرين في شراكات صناعية وتجارية وثقافية مشتركة تفيد الطرفين، والذي قرأ كلمات سمو ولي العهد في المحطات التي زارها وفقه الله يدرك اهتمامه بالمملكة والشرق الأوسط وبتنمية عقول الشبَّاب، الذي سيقود التنمية حتى تنجح رؤيته 2030م، ونحن وإياكم نترقب بإذن الله ذلك اليوم.