سأبدأ من حيث انتهيت في مقالتي الأسبوع الماضي، إذ طرحت بين السطور أن أزمة الاتحاد ستنتقل بعد الخسارة من الهلال إلى أن يكون مدرب الفريق الضحية، وستتلاشى الأجواء التي ظهرت قبل الكلاسيكو، والتي كانت تنعت الصعيد التحكيمي، والهدف منها الضغط على الهلال، بدليل أن الخسائر المتوالية التي تلقاها العميد ملفاتها موصدة، ولم تضع الإدارة وبعض إعلاميي العميد والمحسوبين عليه التحكيم شماعة، كما حدث قبل نزال الهلال، واللافت في الموضوع قصة الاجتماع مع الأمين العام للاتحاد السعودي لكرة القدم، والتواصل مع رئيس لجنة الحكام.

خلاصة القول، بعد أن أطلق الحكم صافرة النهاية، اتجهت أسهم النقد إلى الجهاز الفني، وطالبوا بإبعاده رغم أن هذا الأمر لم يناقش سلفا.

الداهية الكرواتي بيلتش كان أول الضحايا، ليصبح الرقم 15 في إقالة المدربين، وهو المركز الذي يتبوّؤه العميد في سباق الدوري.

عموما، عاد إلى الواجهة من جديد المدرب السابق التشيلي سييرا، لإنقاذ البقايا من فتات الدوري، كي تنعش الفريق قبل الوقوع في دائرة الرحيل كأكبر أزمة نقطية عاشها العميد في تاريخه الكروي، في مهمة إنقاذ تحتاج إلى عملٍ مختلف، والتضافر في مثل تلك الظروف مطلب.

وأعتقد أن الإشكال الذي يعانيه الاتحاد في السابق ليس في الجهاز الفني فحسب، بل في التركيبة الإدارية. فالعميد حظي بدعم غير عادي سواء على صعيد اللاعبين الأجانب أو الأجهزة التدريبية، فضلا عن العناصر المحلية التي جُلبت، وهذا يؤكد أن هناك عدم توازن في وضعية من يدير فلك الكيان العتيد، وانعكس سلبا على العطاء الفني، وبالتالي انحدر إلى مؤشر لا يتناسب مع تاريخه.

معاناة الاتحاد هي ذاتها تتجلى داخل دهاليز اتحاد القدم، مع استقالة قصي الفواز وتكليف لؤي السبيعي، لينتج عن ذلك حدث هو الأول في تاريخ العمل الإداري بالاتحاد السعودي، أن يتولى 4 رؤساء دفّة القيادة خلال فترة وجيزة، وربما أن الأمر غير مقبول في اتحاد نسق عمله احترافي، يتعين أن يتم اختيار الرئيس خلال أصوات قادة الأندية المعنية، ويكون هناك تناغم بين أعضاء الجمعية العمومية ورجال الاتحاد، بهدف تسيير مركبة العمل على أكمل وجه، لكن مثل تلك الجوانب غائبة وسط أحداث غريبة، ويفترض أن تكون القوى كلها حاضرة لمجابهة المد والرغبة والانتقادات.