من البداية نقولها ولتسمعها كل الدنيا، إننا في المملكة العربية السعودية لا نخشى أحدا إلا الله، و«لن تخضع» بلادنا لكل موجات الابتزاز السياسي الرخيص، «ولن ترضخ» لتلك الضغوطات المؤدلجة، التي تريد من خلالها دول ومنظمات وجهات أن تمارس على بلادنا إملاءات في شأنها وقراراتها الداخلية وأنظمتها وقوانينها، أو للتدخل في شأن قضاياها التي تخص ثوابتها وقيمها ومواطنيها وسياساتها، وكل ما له علاقة بشأنها الداخلي الذي يخصها وحدها، فحكومتنا الرشيدة وولاة أمرنا حفظهم الله، أعرف بما فيه مصلحة الوطن والمواطن، وبما هو يتماشى مع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، بلا غلو أو تطرف وبلا إفراط ولا تفريط، فلتخرس كل الألسنة التي روجت أن نظام «أبشر»، إنما هو «أداة رقابية» وأن هدفه تكبيل حرية المرأة وتقييدها، متجاهلة أن هذا النظام إنما هو «أداة خدمية» من خلاله يستطيع المواطن والمواطنة على حد سواء الاستفادة عبره من إنجاز الكثير من الخدمات الحكومية الإلكترونية لدى كثير من الجهات، بأقصى سرعة وأفضل إنجاز، إذ استطاع هذا التطبيق «أبشر» أن يختصر الكثير من الوقت والجهد في حياة المواطن اللذين كانا ينفقان في السابق.

 فبالنظر إلى هذا التطبيق «أبشر» لعل الجميع ومنذ ولادته، يتفقون على أنه قدم خدمة حكومية تعد أنموذجية، استطاع أن يوظف التكنولوجيا ليقدم من خلالها خدمات عديدة، جعلت الجميع سعيدين وهم يقضون خدماتهم من تلك الجهات الخدمية بكل يسر وسهولة، بما يجعل تطبيق «أبشر» أحد مفاخر الوطن في مجال الخدمات الإلكترونية الحكومية، حتى تمنى كل سعودي أن يكون لبقية الأجهزة الحكومية الأخرى ذات الخدمية «تطبيق مشابه»، لهذا التطبيق مع العلم أن بعض الجهات الحكومية قد شرع بالفعل في تقديم الخدمات الإلكترونية عبر تطبيقاتها الخاصة.

 ولهذا فالحملة الغبية التي روجت لها جهات غربية ومنظمات هي في مواقفها تعد لنا مشبوهة ومضللة، وتخفي أجندات باتت معروفة لنا، لم يكن لها أن تشنها، لولا أن وجدت ألسنة حاسدة، وآذانا حاقدة من أعدائنا في الداخل والخارج، وبخاصة من فرقة «النسويات» على وجه الخصوص، التي لا تزال تتحدث عن «حقوق منقوصة» للمرأة السعودية، ويقصدون بهذا الحق المنقوص «إسقاط الولاية» رغم حصولها على كل حقوقها من قبل الدولة، التي سعت إلى تمكينها، وقد مكنتها بكل جدارة واستحقاق، كي تكون شريكا للرجل ومساويا له في الحقوق والواجبات، وفق ثوابتها الدينية وقيمها الأخلاقية، واعتزاز المجتمع بدور المرأة، وقد رافقت شقيقها الرجل في كل المواقع والميادين، إلا أن تلك المنظمات والجهات الغربية وبعض العربية، التي تتحدث عن نظام أبشر ليست علينا بغريبة في هجمتها تلك، فقد سبق لها أن شنت حملات إعلامية قذرة تجاه السعودية، بهدف تشويه سمعتها، والتقليل من نجاحاتها، وتدخلت في شؤونها الداخلية، كتدخلها فيما تدعيه «بحقوق المرأة السعودية» ودعمها للفتيات المراهقات الهاربات الباحثات عن الحرية الوهم في «دول غربية» لا تزال المرأة فيها تبحث عن كرامتها المسحوقة والمهانة، خلف دعايات التعري، وإغراءات الجسد، والتحاف أرصفة الشوارع، وجدر الملاجئ، وهي تواجه العنف والاغتصاب اليومي، وتواجه القتل والتشرد والفقر، وكان لهذه المنظمات التي تدعّي نصرة حقوق المرأة، لو التفتت إلى وضع المرأة في الغرب، قبل أن تذرف زيفا دموع التماسيح على وضع المرأة عندنا، التي ثبت أنها «تجهل واقعها المميز» وما تحقق لها، وثبت أنها تنطلق في مزاعم دعم حقوقها من منطلق «التشويه والتطفل والابتزاز وممارسة الضغوط» لتحقيق أجندات مشبوهة تجاه المرأة والأسرة، متناسية أن بلادنا السعودية بلاد إسلامية دينها الإسلام دين الرحمة والتسامح والتراحم والتكافل، دين سبق كل ما يمكن تسميته بدين في تكريم المرأة وصيانة حقوقها، فلا عجب أن تشن هذه الجهات والمنظمات ووسائل الإعلام هذه الأيام حملة سوداء مقيتة، ضد تطبيق أبشر التطبيق الخدمي الحكومي، وليس لدي أدنى شكوك أنها «تتغذى» في حملاتها ضد بلادنا على «هرطقات وهاشتاقات» من يسمون أنفسهم «بأنصار المرأة»، الذين يتناوبون على هاشتاق «إسقاط الولاية» ويعيدون إحياءه كلما نُسي، رغم محاولات بعضهم التخفي خلف مفردات براقة، هربا من مفرداتهم «إسقاط» التي جعلتهم في تحد في مواجهة الدولة والمجتمع وعرتهم، وكان جدير بهم أن يدعوا قضية «الولاية» للدولة، فلديها هيئة لكبار العلماء من العلماء الربانيين، ولديها جهات متخصصة، ولديها مجلس للشورى لتناول مثل هذه القضايا، دون أن يدخلوا المجتمع في حيص بيص، وفي مواجهات وتجاذبات وجدت في بعض الفضائيات مساحات، وهي تستضيف المتعالمين، ليفتوا فيها بغير علم، وهم لا يملكون الاختصاص فيها فقط لتسخين تلك القضايا التي كان يفترض تجاوزها، فنحن نعلم أننا لسنا بحاجة لإثارتها، خاصة ونحن نسير بخطى ثابتة نحو تحقيق رؤية 2030م، وسط تحديات تعيشها المنطقة المحفوفة بأعداء متربصين، يعملون على دعم المنظمات الإرهابية، وعلى رأس أعدائنا «إيران» التي يجب أن نعرفها بالاسم كعدو لنا، فنتخذ الحيطة والحذر والاصطفاف مع ولاة أمرنا في مواجهة كل عدو، حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا وشعبنا من كل سوء، ونصر جنودنا المرابطين على كل حد.