سمية مؤذنة



‏«كل ما يحدث في الحياة له معنى» ‏ أونو ساتوشي

دومًا ومن البديهي أننا نبتسم عند الألم أو نختبئ لنعبر عنه سرًا وكأنه خطأ أو عيب..

سألت نفسي كثيرًا قبل أن أكتب.

لماذا نكبت الحزن والفشل؟

لماذا في كل حزن ستقنع ذاتك أنك قوي وستمضي للمستقبل وهو حبيس صدرك؟

نخشى أن يعرف الآخر أننا نعيش الحزن من وقت لآخر ونشعر أن الحزن مشكلة وعاطفة سلبية، مع أنه استجابة عاطفية طبيعية للأحداث التي نخوضها.

هل نحن بالكبت نهرب؟

وإن كان كذلك من ماذا نهرب؟

إن الكبت من وسائل الدفاعات النفسية، والغرض من الدفاعات النفسية المرضية أو الناضجة وما تبقى من تلك الدفاعات هو حماية الشخص لنفسه، من التوتر أو التهديد أو النظرة المجتمعية السيئة، بالإضافة إلى إيجاد ملجأ معنوي يحمينا من الموقف الذي لا نستطيع مسايرته في الوقت الحالي.

التركيب النفسي الذي يدفعنا لاستخدام الدفاعات النفسية:

الأنا: الذات

والهو: الشهوات

والأنا العليا: (المبادئ والأفكار المثالية)

«الهو» وهو الإشارات النابعة من الهوى مبنية على مبدأ السعادة أو المتعة، والذي هو الرغبة في إشباع الشهوات والاحتياجات، واعتقد فرويد أنها تمثل الإشارات الشهوانية البيولوجية في الإنسان، مثل العنف والجنس.

وتمثل الهو المخزون اللاواعي من الشهوة الجنسية والطاقة النفسية والتي تغذي الغرائز والعمليات النفسية الأخرى، فهي تمثل الأنانية والطفولة، والجزء النفسي الذي يهتم فقط بالمتعة التي يعتبر الهو إشباعها أمرًا ملحًا غير قابل للتأجيل.

«الأنا العليا» ويحوي الأنا العليا المبادئ والأخلاقيات والسلوكيات من حيث كونها صوابًا أو خطأ، ويتضمن ذلك التقدير والاحترام الواعي للقوانين والتنظيمات وغيرها.

«الأنا» تمثل الأنا المنطقة الوسطى بين الغرائز المتمثلة في الهو وبين المبادئ المتمثلة في الأنا العليا، فهي تسعى للتسوية بينهما بصورة سليمة وصحية لتجنب الصراع بينهما.

قدم الطبيب النفسي فايلانت تقسيم مستويات للدفاعات النفسية..

1. المرضي: يشمل الإنكار الذهاني والإسقاط التضليلي.

2. غير الناضج: يشمل الخيال والإسقاط والعدوان السلبي والتنفيث.

3. العصابي: يشمل التكوين العكسي والإزاحة والنكوص.

4. الناضج: يشمل التسامي والقمع الكبت والإيثار والحدس والاحترام.

تستخدم الأنا للآليات الدفاعية عندما يسيطر الإحساس بالتوتر والتهديد نتيجة الصراعات النفسية، وتبرز أهميتها في حماية الشخص من هذا التوتر والتهديد، وذلك عن طريق الدفاعات النفسية.. فالإحساس بالتوتر عبارة عن إشارة لتحذير الكائن من الخطر الذي يهدد اتزانه أو استقراره، إذ تعمل هذه الدفاعات على تغيير الرغبات والشهوات وتعديلها لتصبح رغبات مقبولة وتنخفض نسبة التوتر.

إذًا الحزن استجابة عاطفية لما نمر به من أحداث، والكبت من مستوى الدفاعات النفسية الناضجة، ونستطيع تعلم الكيفية للكشف عن الحزن بعد الكبت بالطرق الصحيحة، والمضي قدمًا فالحزن قوة تستعر داخلنا للتوجه إلى بدائل حياتية تنتقل بنا من مشاعر إلى مشاعر تستلطفها الروح وتستلذ بها وتطمئن..

أيام ممتلئة باللذة وأرواح مطمئنة.