مشعل أبا الودع



يبدو أن مماطلة الحوثي لن تنتهي، لأن الأوامر لم تصدر من الملالي للسماح لجماعة الحوثي الإرهابية بالمشاركة في جنيف 3.

ورغم إعلان ميليشيا الحوثي الارهابية استعدادها للذهاب إلى جنيف للمشاركة في جولة مفاوضات جديدة، برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن جريفيث، إلا أن الميليشيا الحوثية لم تغادر صنعاء.

جماعة الحوثي أرادت تعطيل المفاوضات، رغم أن الوفد الحكومي في جنيف التقى المبعوث الأممي جريفيث مرتين، في ظل غياب الطرف الثاني الذي ما زال يماطل، ويضع شروطا ليس له حق في أن يفرضها، لأنه طرف غير شرعي قام بالانقلاب على الشرعية في اليمن، وارتكب المجازر بحق الشعب اليمني، ومكانه ليس على طاولة المفاوضات، بل يجب تقديم هذه الجماعة الإرهابية إلى المحكمة الجنائية الدولية، لمحاكمتهم على قتل وتشريد الشعب اليمني.

الأمم المتحدة هي السبب الرئيس وراء إطالة أمد الحرب في اليمن، لأنها تريد أن يكون للحوثي مستقبل ما في الوضع السياسي القادم في اليمن، وهي من ترى أن ميليشيا الحوثي الإرهابية جماعة سياسية، لأنها بعيدة عن الواقع اليمني المرير، وتقرير الأمم المتحدة الأخير يدل على أن مكاتب هذه المنظمة الأممية في اليمن تحت سيطرة ميليشيا الحوثي ومن يدعمها، وهناك أدلة تثبت أن تنظيم الحمدين يقف وراء التقرير الأممي الأخير الذي يتهم دول التحالف العربي بقصف المدنيين في اليمن، وهذا ليس جديدا على تنظيم الحمدين الذي يستخدم المال الأسود في الرشاوى، وشراء المواقف والتقارير المشبوهة، لاستخدامها ضد دول المقاطعة، لإرضاء الملالي في طهران.

الحكومة اليمنية الشرعية تدرس عدم التمديد للفريق الأممي، بعد أن ثبت عدم حياديته وانحيازه إلى الطرف الحوثي، وهذا أقل رد من وجهة نظري على التقارير المغلوطة التي تصدر من الأمم المتحدة عن الحرب في اليمن، والأكاذيب التي تصدر من المنظمة الأممية ويرددها الحوثي مستندا إلى هذه التقارير السيئة غير الحيادية وغير المنطقية.

وهذه التقارير هي التي شجعت الحوثي على وضع شروط ومحاولة تنفيذها بالقوة على الأمم المتحدة، إذ رفض الوفد التابع للحوثيين مغادرة صنعاء إلا باصطحاب وفد من ميليشيات إيران وحزب الله، على أنهم صحفيون وإعلاميون، ثم جاءت شروطهم في اليوم الثاني بمطالبة الأمم المتحدة بنقل عائلات قيادات الحوثي إلى خارج اليمن، لإبعادهم عن الحرب في اليمن، وهذا أكبر دليل على أنهم يعدّون أنفسهم فوق الشعب اليمني، وأنهم لا ينتمون إلى هذا الشعب، ورغم أن هذه الشروط ليست لها علاقة بالمفاوضات، لكن الحوثي طالب بها في محاولة من هذه الجماعة الإرهابية استغلال الموقف لمصلحتهم.

والسؤال: لماذا يصر جريفيث على التفاوض مع الحوثيين؟ رغم أن هذه الجماعة إرهابية، وهناك القرار 2216 من مجلس الأمن الذي يجيز استخدام القوة ضد ميليشيا الحوثي، باعتبارها جماعة إرهابية.

الوفد الحوثي يتهم الحكومة اليمنية الشرعية ودول التحالف العربي بمنعه من السفر للمشاركة في جنيف 3، رغم أن الحكومة الشرعية ودول التحالف العربي منحوا الطائرة التابعة للأمم المتحدة تصريحا لنقل الوفد الحوثي إلى جنيف لإجراء المحادثات، لكن الحوثي ما زال يصر على نشر الأكاذيب واتهام الطرف الآخر في محاولة منه لتضييع الوقت، وإعطاء عناصره في المدن اليمنية فرصة لإعداد أنفسهم من جديد، والتسلل إلى مناطق أخرى لإطالة أمد الحرب.

مشاركة الحوثي في مفاوضات جنيف 3 بشأن اليمن، هي محاولة منهم لإنقاذ الموقف الضعيف للجماعة الحوثية، والذي تقع فيه، خاصة بعد نجاح ضربات التحالف العربي والجيش الوطني اليمني في دحر هذه الجماعة من المدن اليمنية التي سيطروا عليها، وهروبهم إلى المناطق الجبلية للاختباء فيها، لذلك لم يجد الحوثي إلا الطريق إلى جنيف لإعلان أنه ما زال موجودا ولم يخسر المعركة، لكنه خسر المعركة فعليّا خاصة أن الأهالي كانت تشارك بتقديم معلومات استخباراتية إلى الجيش الوطني والتحالف العربي، للتخلص من جماعة الحوثي الإرهابية.

الحل الوحيد للأزمة اليمنية، هو الحسم العسكري مع هذه الجماعة التي دمرت اليمن، وقتلت وشردت الشعب اليمني، لكن سننتظر ما سيحدث في الأيام القادمة.