عبدالله العولقي



من المؤسف ما نراه بين الحين والآخر من الأمم المتحدة سواءً من حيث التصريحات الإعلامية أو مواقفها تجاه قضية الانقلابيين في اليمن، وإن الفرد العاقل ليتساءل عن ضمير الأمم المتحدة حول هذه القضية التي أثقلت كاهل الإنسان اليمني وأتعبته جراء التعنت الحوثي وإصراره على تدمير مقومات الدولة في صنعاء وتحت عيان الدول العظمى !!.

لقد أكد السفير السعودي محمد آل جابر أن ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران راوغت عدة مرات، وهي ترفض القبول بطائرة الأمم المتحدة التي ترعى المشاورات، وجعلت الأولوية لإخراج عناصر إرهابية من حزب الله وإيران، وفي هذا التصريح دلالة على أجندة الانقلابيين التي تمنح أولويتها تجاه رعاتها في طهران وبيروت على حساب الشعب اليمني الذي أرقه التساؤل الكبير: أين ضمير الأمم المتحدة؟!.

كثير من المحللين السياسيين والإستراتيجيين والكتاب المتابعين للشأن اليمني يجيبون عن هذا السؤال المحير بإجابة تحمل في طياتها الكثير من مضامين التعجب والدهشة، فيؤكدون أن هيئة الأمم المتحدة والنافذين فيها قد حولوها - للأسف الشديد - إلى شركة ربحية بيد اللاعبين الكبار، وليس من مصلحة هذه الأطراف إنهاء الحروب المشتعلة في أي بقعة على كوكب الأرض لعلاقات التشارك الوطيدة بينهم وبين تجار ومصانع السلاح العالمية، وهنا كما يقول المثل العربي القديم وافق شن طبقة!!.

إن تصريح الأمين العام للأمم المتحدة يصطف في جانب الحوثيين الانقلابيين والمدمرين لجميع معاني الإنسانية في صنعاء ضد الشرعية الرسمية التي تحظى برضا وقبول معظم أطياف المجتمع اليمني، وهنا نعود مرة أخرى إلى ذات التساؤل عن ضمير الأمم المتحدة، لماذا ترتضي هذه الهيئة الدولية الرسمية بذاتها أن تصطف بجوار القوى الظلامية والفاسدة ضد إرادة الشعب اليمني الأصيل ؟ لماذا ترضخ لقوة انقلابية انتهكت جميع حقوق الإنسان ومواثيق الطفولة ؟ أسئلة تثار على محيا الإنسان اليمني البسيط وتزيده ألماً وحسرة على أحزانه وأوجاعه!.

الأكذوبة الإعلامية التي يرددها الإعلام الصفوي وأبواقه في المنطقة كون الأمم المتحدة ترضخ للقوة المفروضة على الأرض كلام في نظري غير صحيح، كون القوة الشرعية لليمن تفرض نفسها على ثلاثة أرباع الجغرافيا اليمنية، وبالتالي فحجتهم البائسة مردودة على إعلامهم المتهالك، لأن ذلك السبب يغالط ادعاءاتهم لو كانوا يفقهون!!.

بعض المحللين والمراقبين العرب يرون ضرورة تحجيم الحوثيين سياسياً وإعلامياً عبر تصنيفهم كجماعة إرهابية من قبل جامعة الدول العربية ومنظمة العالم الإسلامي، وبالتالي لا حوار معهم على الإطلاق، ويبقى الحل العسكري هو الحل الأوحد في التعامل معهم، وقد أثبتت الأيام أن جميع الحلول السياسية لكل الأزمات اليمنية منذ أكثر من خمسين عاماً كانت في الرياض، ولذا على الحوثيين إن فكروا في حل لأزمتهم وعادوا إلى رشدهم فما عليهم سوى تعديل بوصلتهم تجاه الرياض، وهناك سيجدون الحل السياسي لأزمة اليمن لأن استمرار عبثهم الزمني يفاقم ويعقد الإشكالية أكثر لو كانوا يفقهون!!.