قال مراقبون إن اقتحام مبنى القنصلية الإيرانية بمحافظة البصرة، كشف عن انتفاضة الأهالي ضد الدور التخريبي للمنظمات والأحزاب الموالية لإيران في العراق، والذي أدى إلى تفاقم الخلافات الطائفية والسياسية، والعجز عن تشكيل حكومة جديدة.

 


انتهاكات أحزاب طهران


السيطرة على الموانئ والمنافذ الحدودية


تجنيد الشباب في الميليشيات


التورط في الاتجار بالمخدرات


إشعال النزاعات العشائرية


مهاجمة دول الجوار ودعم الحوثيين






أكد مراقبون أن اقتحام مبنى القنصلية الإيرانية في محافظة البصرة من قبل المتظاهرين المناهضين للوجود الإيراني في العراق، شكل نقطة تحول مهمة لنظام الملالي، سيما وأنه جاء بعد نحو 15 عاما من تمدد نفوذ طهران، عقب الغزو الأميركي عام 2003، مشيرين إلى أن اقتحام القنصلية عبر عن الغضب الشعبي من تصاعد الدور الإيراني، من خلال المنظمات والأحزاب الموالية لها في العراق، والذي أدى إلى تفاقم الخلافات الطائفية بين القوى السياسية، وانتشار الفساد، وهو ما تسبب في تدهورالأوضاع السياسية والاقتصادية بالبلاد، فضلا عن الفشل في التوصل إلى تشكيل حكومة وطنية بعيدة عن تدخلات إيران.

كانت محافظة البصرة قد شهدت، قبل أيام، اقتحام محتجين لعدد من مقار القوى والأحزاب والميليشيات الموالية لإيران في مدينتهم للتعبير عن سخطهم منذ نفوذ طهران في الساحة العراقية بعد عام 2003.


خارج السيطرة الأمنية


 طالت الاقتحامات القنصلية الإيرانية في البصرة، ومقار ميليشيات حزب الله، وحزب الفضيلة ومنظمة عصائب أهل الحق، ومنظمة بدر، وحرك «ثار الله» و«النجباء» و«أنصار الله الأوفياء»، وكذلك مقر المجلس الأعلى وحزب الدعوة، ومقر حركة إرادة، التابع لحنان الفتلاوي، ومكتب النائب فالح الخزعلي، في حين حُرقت استراحة محافظ البصرة، وبيت رئيس مجلس المحافظة، ومكتب قناة «العراقية» الرسمية وقناة «الغدير» التابعة لمنظمة بدر، وإذاعة النخيل التابعة للمجلس الأعلى.

وأوضحت تقارير أن المظاهرات حولت «ليل البصرة إلى نهار»، وجعلتها خارج السيطرة الأمنية، خاصة بعدما تركزت اقتحامات المتظاهرين لمنشآت تابعة لإيران، كرسائل غضب من تدخلاتها المباشرة في شؤون العراق، مشيرة إلى ارتفاع حصيلة الضحايا في صفوف المتظاهرين دون الكشف عن هوية مُنفِّذي الاعتداءات.


ملاحقة المتظاهرين


قال الناشط المدني ماجد السعدون، لـ«الوطن»، إن اقتحام المتظاهرين لمقار جهات تابعة لإيران جعل القوى الموالية لنظام الملالي تستشعرالخطر وتلجأ لغطاء الحشد الشعبي لملاحقة المحتجين بدعوى الحفاظ على أمن المدينة.

وأضاف أن حركة الاحتجاج تراجعت خلال اليومين الماضيين، نظرا لانتشار الميليشيات الموالية لإيران في أحياء المدينة، وقامت بملاحقة المتظاهرين، بالقتل أول الاعتقال، مؤكدا أن سبب تراجع الأوضاع الخدمية في المدينة «يعود إلى هيمنة الأحزاب الموالية لطهران، فهي تسيطر على الموانئ والمنافذ الحدودية، فضلا عن تورطها بتجارة المخدرات واندلاع النزاعات العشائرية».

ولفت إلى أهمية أن تقوم الحكومة المركزية بحفظ أمن المدينة، عبر خطة تحد من نفوذ الميليشيات الموالية لإيران التي تعبث منذ سنوات بأمن المحافظة بتنفيذ عمليات اغتيال طالت زعماء عشائريين وشخصيات سياسية.


التمدد الإيراني


 بعد عام 2003 مارست إيران دورا مؤثرا في العراق بهدف ضمان تمددها في المنطقة لإدراكها أهمية العراق الاستراتيجية، وكونه بمثابة بوابة مهمة للدخول إلى المنطقة العربية، ومن خلاله يتحقق التواصل الملائم لإيران مع حلفائها في باقي دول المنطقة. وفي ضوء أحداث السنوات الماضية وطبقا لتقارير مراكز البحوث والدراسات، أُتيحت الفرصة الأولى لإيران لمد نفوذها في العراق بعد الاحتلال الأميركي.

 وجاءت الفرصة الثانية في ظل الأزمة الأمنية التي شهدها العراق منذ مطلع عام 2014، وتفجرت في 10 يونيو من العام ذاته بعد سيطرة تنظيم داعش على عدد من المحافظات العراقية.

وبحسب المراقبين، فقد مر الدور الإيراني بمرحلة جديدة حينما أخذ شكلا أمنيا بحجة الحرب ضد تنظيم داعش في العراق من خلال وجود ضباط وخبراء وقوات إيرانية بشكل مباشر في الساحة العراقية، وكذلك عن طريق بيع الأسلحة والمعدات العسكرية للقوات العراقية، وتعيين قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، مستشاراً عسكرياً للحكومة العراقية.


تجنيد الشباب


 قامت الأحزاب والقوى الموالية لإيران، خاصة في محافظة البصرة بتجنيد الشباب مقابل مساعدات مالية وعينية لعائلاتهم، فيما تولت مؤسسات تعمل بغطاء ثقافي في توطيد الوجود الإيراني في العراق كمؤسسة روح الله ومقرها في محافظة ميسان وفروعها في واسط وذي قار ومؤسسة الخطيب الثقافية الإسلامية والتي يقع مقرها في بعقوبة ومؤسسة دار التوحيد ومقرها شارع فلسطين في بغداد ولديها فروع في الوسط والجنوب وهي تمول من مكتب علي خامنئي.

 وفي مجال الإعلام توجد 12 فضائية تمول من المرشد علي خامنئي، ويتركز خطابها على بث التفرقة واستغلال المناسبات الدينية في التهجم على دول الجوار، وكانت وراء تنظيم تظاهرات مؤيدة للحوثيين، واتخذت تلك الفضائيات من عقارات الدولة مقار لها، وهي المسؤولة عن وضع صور زعماء إيرانيين في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب.


بضائع إيرانية


 قدمت الأحزاب الموالية لإيران المشاركة في الحكومات المتعاقبة خدمة كبيرة الى طهران بإغراق السوق العراقية ببضائع رديئة، مع تسهيل منح التأشيرات للتجار والمستثمرين الإيرانيين، حتى وصلت الاستثمارات الإيرانية في العراق إلى ما يقارب 12 مليار دولار، وتوجد 4 مصارف مشتركة بين الدولتين لتعزيز التدفقات المالية، مقابل كل هذه الخدمات قدمت إيران الدعم المالي المباشر للأحزاب والتيارات والميليشيات.

وكشفت التظاهرات الاحتجاجية في محافظة البصرة وغيرها عن رغبة العراقيين في التخلص من النفوذ الإيراني، وتبنت قوى سياسية برامج للحد من التدخل الإيراني، ومع ظهور جيل جديد من الشباب وتنامي حركة الاحتجاج، رجح مراقبون إمكانية انحسار النفوذ الإيراني خلال السنوات المقبلة، من خلال اعتماد سياسية الانفتاح على الدول العربية وإبرام مذكرات تفاهم واتفاقيات تخدم مصالح الشعوب مع توفر إرادة دولية تنهي جميع مظاهر التوتر في المنطقة العربية.


أبرز الميليشيات الإيرانية فى العراق


01 فيلق القدس التابع للحرس الثوري


02  منظمة بدر


03 لواء أبوالفضل العباس


04 جيش المختار


05 عصائب أهل الحق


06 کتائب حزب الله


07 لواء اليوم الموعود


08 كتائب الإمام علي


مقار لأحزاب ومنظمات تم حرقها بالبصرة


أحزاب الدعوة والفضيلة والمجلس الأعلى


مكاتب منظمة بدر وكتائب حزب الله


مقار «عصائب أهل الحق» و«سرايا الخرسان»


حركة «إرادة» و«النجباء» و«أنصار الله الأوفياء»


بيت رئيس مجلس المحافظة


قناتا «العراقية» و«الغدير»


إذاعة النخيل التابعة للمجلس الأعلى


 


انتهاكات أحزاب طهران


 السيطرة على الموانئ والمنافذ الحدودية

 التورط في الاتجار بالمخدرات

 إشعال النزاعات العشائرية

 إغراق أسواق العراق ببضائع رديئة

 استغلال ظروف الشباب بتجنيدهم في الميليشيات

 تمويل 12 فضائية لبث الفتنة الطائفية

 مهاجمة دول الجوار ودعم الحوثيين