الرياض الساكنة على صحراء نجد لقرون خلت كانت منطلقا لحضارة المملكة إذ تم اختيارها عاصمة للمملكة تحيط بها القرى والمحافظات ذات البيئة الخضراء، حتى اكتمل عقدها لتكون من أكبر مدن العالم العربي، وتحتضن سكانا يفوق عددهم السبعة ملايين، عشقها سلمان الحزم أميرا لفترة تجاوزت خمسين عاما، حتى إنه ذات يوم يحكي نجاحات التطور الذي مر على الرياض من شرفات قصر الحكم العامر، يتذكر فيها حياته ومملكته وكيف كانت ثم كيف أصبحت -ولله الحمد- في ظل رغد العيش الذي تنعم به اليوم بفضل ما حباها الله من الأمن والاستقرار.

ثم جاء عهد ملك الحزم وجاءت معه رؤية المملكة 2030، وقدم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -وفقه الله- رؤيته بدراسة فائقة وعناية تخصصية في مجال التنمية والتطور، ورأينا كيف هي المشاريع المتنوعة في مناطق المملكة، بدءا من القدية ثم نيوم، والبحر الأحمر ومشاريع أرامكو في مدينة بقيق وما حولها على مسافة خمسين كيلومترا، ثم المشاريع السياحية في العلا والدرعية، حتى رأينا فيما بعد المشاريع المليارية في مناطق المملكة أثناء رحلة الملك وولي عهده إلى المناطق قبل أشهر، ليعود من جديد التدَّفق الملياري لينال الرياض العاصمة على فترتين لم يمض بينهما سوى أسابيع، حتى تأتي أكبر المشروعات الحضرية بنصيب وافر بإقامة معرض متخصص يشرح فيها ولي العهد مهندس الرؤية بتفاصيل دقيقة كيف هي الحلة الجديدة للرياض في عهد الرؤية، وأمام الملك، حفظه الله، حيث استمع الملك إلى ما قامت به لجنة المشاريع الكبرى ليعلن عن أربعة مشاريع عملاقة تضاهي بعد نهايتها في 2023 كبريات مدن العالم، ولتسهم في فتح فرص الاستثمار الواعدة أمام المستثمرين من داخل المملكة وخارجها بإجمالي يبلغ 86 مليار ريال شاملة المواقع الترفيهية والرياضية والتعليمية والصحية والفنادق والإسكان والمباني التجارية.

وأكبر هذه المشاريع التي ينتظرها المواطنون أكبر حديقة مدينة في العالم بمساحة تقدر بـ13.4 كيلومترا مربعا اُختير لها وسط الرياض على أرض القاعدة الجوية والمعروفة بقاعدة الملك سلمان الجوية (المطار القديم) ترتبط بالعاصمة عبر ستة خطوط رئيسية، ومرتبطة بقطار الرياض الجديد، والمشروع الآخر هو مشروع الرياض الخضراء الذي يهدف إلى رفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء من متر واحد للفرد إلى 28 مترا بما يعادل 16 ضعفا عما هو عليه الآن، وذلك عبر حدائق تتجاوز 3000 حديقة و43 متنزها تضفي على المدينة جوا بيئيا يخُّفف من حرارة الصحراء المعهودة من إنشاء شبكة من المشاتل لتعزيز الرقعة الخضراء بالمدينة فتكون اسما على مسمى، وهناك مشروع آرتْ حيث يحول الرياض إلى تحفة معمارية فنية تمزج بين الأصالة والمعاصرة كما وصفها وزير الثقافة، من خلال تنفيذ 1000 معلم فني يشارك فيه الفنانون من الداخل والخارج، شاملة منطقة الفنون والمتاحف وصالات السينما والمتاحف المفتوحة في الرياض، لتنوع طبيعة التضاريس ما بين الأودية والهضاب لتعطي جمالا إلى جمال، وتكون متعة للناظرين.

أما المشروع الأضخم فهو المسار الرياضي منطلقا من وادي حنيفة إلى شرق الرياض عبر وادي السلي متنوع المنظر، مفتوحا للهواة والسباقات والمتعة والمقاهي والمجالس المفتوحة على جانبي الطريق الذي يمتد على مسافة 135 كيلومترا عبر مناطق ذات خصوصية تأخذ أشكالا فنية بأيدي الفنانين والمهرة من الفن المعماري، الذي يجمع بين أصالتنا وحاضر الرؤية الجديدة هذه هي الرياض بحلتها الجديدة في عهد الرؤية.