اتهمت تنظيمات أحوازية وإيرانية معارضة وشخصيات سياسية أجهزة استخبارات النظام الإيراني نفسها بتدبير الهجوم الذي وقع أول من أمس، خلال عرض عسكري بالأحواز بجنوب غربي إيران، لخداع العالم بالتباكي والادعاء بأن إيران ضحية الإرهاب وذلك قبيل حضور الرئيس الإيراني حسن روحاني اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة واجتماع مجلس الأمن حول إيران، خلال الأيام المقبلة.

واستشهدت تلك الجهات بعدة قرائن من الحادث، حيث إنه لدى الهجوم على منصة العرض العسكري لم يصب أي من المسؤولين أو مندوب المرشد الإيراني، بينما لقي من وراءهم من الجنود المشاركين في العرض العسكري مصرعهم، بالإضافة إلى المدنيين من خلفهم وهم بعض أعضاء أسر الضباط، حيث قالوا إن قسما من الطلقات أطلقت من بنادق الحراس أثناء الرد على المهاجمين.


 


قمع الحراك السلمي


وقال ناشطون أحوازيون إن النظام كما في السابق يريد من خلال تدبير هذا الهجوم عسكرة الإقليم والبدء بتنفيذ إعدامات سياسية ضد السجناء السياسيين وقمع الحراك السلمي والمظاهرات، التي تخرج بين الفينة والأخرى ضد النظام وسياسات الحكومة.

وكان التلفزيون الرسمي الإيراني قد أعلن أن هجوماً استهدف عرضاً عسكرياً، أول من أمس، في الأحواز أسفر عن مقتل 29 وأصيب أكثر من 60 شخصاً. وقال المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية الجنرال عبدالفضل شكرجي في تصريحات إعلامية إن «من أصل أربعة مهاجمين قتل ثلاثة في موقع الحادث ولحق بهم بعد قليل الرابع الذي أصيب وأوقف بسبب خطورة إصابته».


 


اختراق أمني كبير


قال رئيس المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية، محمد محسن أبو النور، إن هجوم الأحواز يعكس اختراقاً أمنياً كبيراً، مشيرا إلى أن الحرس الثوري يُعد جهازا أمنيا ضعيفا للغاية، مبينا أن هذا الهجوم يعني أن الجهة التي تقف وراء الهجوم كانت تقصد الرمزية الواضحة لاستثمار الزمان والمكان للبعث برسائل للنظام الإيراني والعالم الخارجي، لافتا إلى أن هناك حالة من اليأس انتابت العرب الأحواز لأنهم ينظمون مسيرات للمطالبة بحقوق سياسية بشكل يقابله النظام الإيراني بالعنف والقمع.

من جانبه، أوضح الخبير في الشؤون الإيرانية المقيم في باريس، إسماعيل خلف الله، أن الهجوم يؤكد وجود انتفاضة حقيقية في منطقة الأحواز العربية للمطالبة بالاستقلال التام من الاستعمار الإيراني، وأن هناك تحركات عسكرية قائمة من قبل الأحواز وعلى رأسهم منظمة «المقاومة الوطنية الأحوزية»، ورأى أنه من الغريب تبني تنظيم «داعش» لهذه العملية خاصة أنه لم يكن للتنظيم أية أنشطة أو عمليات ضد إيران وأن الهدف من هذا الإعلان هو التغطية أمام الرأي العام.

وبين خلف الله أن هذا التفجير مرتبط بالسياسات التي تتبعها إيران في المنطقة، ونتيجة المشاريع التخريبية التي ينشرها «نظام الملالي» خارج إيران في المنطقة العربية، في اليمن وسورية والعراق وغيرها في المنطقة.


 


استدعاء سفراء 3 دول أوربية


استدعت السلطات الإيرانية سفراء هولندا، والدنمارك، و بريطانيا مساء أول من أمس، بشأن هجوم الأحواز، واتهمت بلدانهم بإيواء جماعات إيرانية معارضة.

وكان وزير الخارجية، محمد جواد ظريف، حمَّل الولايات المتحدة وإسرائيل ودولاً إقليمية المسؤولية عن الهجوم.

ووسط ارتباك في التصريحات الرسمية الإيرانية حول الجهة المسؤولة، أمر الرئيس حسن روحاني قوات الأمن باستخدام كل سلطاتها لتحديد هوية منفذي الهجوم.

وذكر متحدث باسم حركة النضال العربي لتحرير الأحواز، في وقت سابق أن «المقاومة الوطنية الأحوازية» وهي تسمية عامة وليست عنوان تنظيم بعينه، بأنها هي المسؤولة عن الهجوم، كما تبنى تنظيم داعش الهجوم. لكن أياً منهما لم يقدم دليلا يثبت ذلك.

وبينما لم تصدر حركة النضال الأهوازية بياناً حول تبني هذا الهجوم كما كانت تفعل سابقاً عند تبنيها شن هجمات ضد النظام الإيراني، نفى الفرع الثاني للحركة عبر موقعه الرسمي، أي صلة للتنظيم بهذا الهجوم.


 


توقعات المعارضة


استخدام الهجوم كوسيلة للادعاء بأن إيران ضحية للإرهاب


استغلال الحادث أثناء اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة


عسكرة إقليم الأحواز والبدء بتنفيذ إعدامات سياسية


قمع الحراك السلمي والمظاهرات المناهضة للنظام