أكد مراقبون أن الرئيس الأميركي دونالد ترمب لن يتراجع عن توسيع العقوبات على إيران والتي ستقر في نوفمبر المقبل، مشيرين إلى أن حزب الله، لن يكون بمنأى عنها، في ظل تقديرات توحي بأن الولايات المتحدة لن تتساهل مع لبنان وأن حزمة العقوبات الجديدة ستكون خانقة، وعليه سيكون على الحزب تسهيل عملية تشكيل الحكومة ليحمي نفسه تحت مظلتها لا سيما وأنه سيكون محاصرا أيضا من المجتمع الدولي بنتيجة العقوبات.

يأتي ذلك وسط معلومات تفيد بأن العقوبات الأميركية الجديدة ستفرض على مصارف وشركات خاصة وحكومية تتعامل مع حزب الله بشكل مباشر أو غير مباشر، وستشمل جميع الشخصيات سواء كانت سياسية أو عسكرية، حيث إن الإدارة الأميركية لا تميز بين السياسيين والعسكريين في حزب الله فجميعهم في قائمة الإرهاب.

وكانت الولايات المتحدة قد فرضت أول حزمة عقوبات اقتصادية على إيران في 6 أغسطس الماضي، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي، وتضمنت تلك العقوبات عمليات شراء الدولار الأميركي من قبل النظام الإيراني، وعقوبات على تجارة الذهب والمعادن الثمينة، وقطاع السيارات، كذلك فرضت عقوبات على الحسابات البنكية والمعاملات التجارية المهمة التي تعتمد على الريال الإيراني في البيع أو الشراء.



تشكيل الحكومة

حسب المراقبين فإن أزمة لبنان تكمن في الصفقة الرئاسية التي تضمنت اتفاقا على تشكيل حكومة وحدة وطنية مما يعني أن رئيس الوزراء سعد الحريري لن يكون بإمكانه إلا التحرك تحت هذا السقف. وقال المحلل السياسي إيلي الحاج لـ»الوطن»، إنه من المستحيل تشكيل حكومة ليس فيها حزب الله، كما أنه لا يمكن للبنان التهرب من تنفيذ العقوبات ومن اتخاذ التدابير المالية المناسبة لتطويق نشاط الحزب المتهم بالإرهاب دوليا.

وأضاف الحاج أن ذلك يحتم الكشف عن حسابات حزب الله ونشاطه المالي دوليا، في وقت يضع الحزب يده على الدولة، بحكم امتلاك سلاح وتغليبه لمنطق القوة على القانون والدستور والعمل على ربط لبنان بالسياسة الإيرانية وفرض سيطرته على السياسة الاقتصادية حاليا.



الهروب من الاستحقاقات

ذكر الحاج أن هذا السلوك مؤشر على أن الاستقرار الأمني مشروط بشروط حزب الله الذي قد يلجأ إلى مغامرة عسكرية في أي لحظة للهروب من الاستحقاقات المقبلة في حال تشكلت الحكومة ومنها سلاحه الذي يشاع أنه سيبحث في إطار الاستراتيجة الدفاعية وهو شرط مهم وضروري للحصول على المساعدات الدولية الموعودة.

ووفق مصادر مطلعة فإن «العقوبات الأميركية على حزب الله كبّدته خسائر كبيرة على عكس ما يروجه أمينه العام حسن نصر الله وقياداته، مشيرة إلى أن الولايات المتحدة جادة في سعيها لمنع إيران من الإفادة من التمويل عبر النظام المالي، كما تعتبر واشنطن أن العقوبات متعلقة بأمنها القومي.