داهمت السلطات الفرنسية، أمس، مركزا شيعيا وجمدت أصول إدارة تابعة لوزارة الاستخبارات الإيرانية وشخصين متهمين بالوقوف وراء خطة أحبطت في نهاية يونيو للاعتداء على حركة إيرانية معارضة في المنفى، الأمر الذي يزيد من تعقيد العلاقات بين البلدين.

وأعلنت السلطات المالية الفرنسية تجميد أصول إدارة الأمن في وزارة الأمن والاستخبارات الإيرانية وإيرانيَين لمدة 6 أشهر بموجب مرسوم نشر في الجريدة الرسمية في إجراء متصل بخطة الاعتداء المفترضة على تجمع لحركة مجاهدي خلق الإيرانية المعارضة قرب باريس.

وكانت سلطات بلجيكا أعلنت في 2 يوليو إحباط هذه الخطة، وأوقفت حينها ثلاثة أشخاص بينهم دبلوماسي إيراني وضُبطت سيارة فيها متفجرات.



عمل بالغ الخطورة

قال وزراء الخارجية والداخلية والمالية الفرنسيون في بيان مشترك «تم إحباط محاولة اعتداء في فيلبنت في 30 يونيو الماضي، هذا العمل البالغ الخطورة على أرضنا لا يمكن أن يبقى بلا رد».

وأضاف البيان «بعيدا عن التأثير على نتائج الإجراءات الجنائية المتخذة ضد المحرضين والمنفذين والمتورطين في مشروع الاعتداء هذا، اتخذت فرنسا تدابير وقائية هادفة ومتوازنة على شكل تبني تدابير وطنية بتجميد أصول الإيرانيين أسد الله أسدي وسعيد هاشمي مقدم وكذلك إدارة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية».

وأسد الله أسدي المولود في 22 ديسمبر 1971 في إيران، هو الدبلوماسي الذي كان معتمدا في فيينا وأوقف في ألمانيا للاشتباه بتورطه في قضية التخطيط المفترض لاعتداء فيلبنت. وسمح القضاء الألماني، الاثنين، بتسليمه إلى القضاء البلجيكي.

أثرت هذه القضية سلبا على العلاقات الفرنسية الإيرانية وذكرت تقارير صحافية فرنسية أن قرار باريس عدم تعيين سفير في طهران منذ أشهر على صلة مباشرة بها.

وقال مصدر في الرئاسة الفرنسية في سبتمبر «نحن بصدد العمل معا لتوضيح كل ما جرى بشأن فيلبنت»، قبل أن يلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون نظيره الإيراني حسن روحاني في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث تطرقا إلى هذا الملف.



جمعيات

في شمال فرنسا، نفذت الشرطة عملية «وقائية لمكافحة الإرهاب» استهدفت مقر «مركز الزهراء» ومنازل مسؤولين عنه في غراند سانت. وبررت سلطات المنطقة العملية «بالتأييد الواضح» الذي يعبر عنه قادة من المركز تجاه «منظمات إرهابية»، لكنها لم تقم صلة مع فيلبنت.

وجمدت أموال «مركز الزهراء» والجمعيات التي تتواجد في مقره لستة أشهر وفق نص نشر في الجريدة الرسمية كذلك.

وقال مصدر مقرب من التحقيق إن «مركز الزهراء» هو أحد المراكز الشيعية الرئيسية في أوروبا ويضم عدة جمعيات بينها «حزب مناهضة الصهيونية» و»الاتحاد الشيعي الفرنسي» وتلفزيون «فرنسا ماريان تيلي».

وتشتبه السلطات الفرنسية بأن هذه الجمعيات تبرر «التطرف» وتمجد حركات صنفتها فرنسا «إرهابية» مثل حركة حماس وحزب الله اللبناني المدعومين من إيران.

وإثر المداهمات، وضع ثلاثة أشخاص على علاقة بالمركز قيد التوقيف الاحترازي ولا سيما بسبب حيازتهم أسلحة غير مرخصة.

وقالت امرأة تسكن في الحي، إن المركز وجمعياته «عبارة عن مجتمع شديد الانغلاق، لا نعرف الكثير عما يجري في الداخل، هناك في كثير من الأحيان حرس على المدخل».