اعتبر محللون استراتيجيون أن سباق تسلح جديد يلوح بالأفق بين روسيا والولايات المتحدة الأميركية، خصوصا بعد إعلان مندوبة الولايات المتحدة لدى حلف شمال الأطلسي «الناتو» كاي بايلي هاتشيسون، قبل أيام، عن استعداد بلادها توجيه ضربة عسكرية إلى روسيا، إذا لم تتخل عن برنامج تطوير الصواريخ المجنحة متوسطة المدى المحظورة، حيث اعتبرت الولايات المتحدة أن قيام روسيا بذلك هو انتهاك لمعاهدة حظر الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى الموقعة بين موسكو وواشنطن، موضحة أن واشنطن ستدرس إمكانية ضرب الصاروخ الروسي الذي يمكن أن يستهدفها.

وأشار المحللون الاستراتيجيون إلى أن تصريح المندوبة الأميركية الأخير يزيد من سوء العلاقات بين البلدين على قاعدة خلافات حادة في عدة ملفات، منها التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، والتدخل الروسي في أوكرانيا وسورية، كذلك التحالف «الروسي- الإيراني- التركي»، والتقارب «الصيني- الروسي»، في سعي واضح من الكرملين إلى العودة من جديدة وبقوة إلى الساحة الدولية كأحد الدول المقررة في العالم، وهو ما دفعها إلى العودة نحو سباق التسلح مع منافستها الأميركية. كان تقرير أميركي قد استعرض في وقت سابق مميزات صواريخ «كاليبر» الروسية المجنحة والتي ظهرت في عمليات عسكرية فعلية عام 2016، لافتا إلى نجاح روسيا في نصبها على سفن صغيرة الحجم، دون غيرها، فيما أشارت وسائل إعلام روسية إلى أن قدرة روسيا على نصب منصات لإطلاق صواريخ «كاليبر» المجنحة طويلة المدى على سفن صغيرة الحجم تتسبب في قلق العسكريين الأميركيين.


قلق أميركي

 


حسب المحللين فإنه في مطلع العام الجاري أبدت الولايات المتحدة قلقا جراء إنتاج روسيا صواريخ جديدة من نوع كروز القادرة على إصابة أهداف بعيدة جدا، معتبرة أنها تشكل خطرا على أميركا الشمالية، الشيء الذي دفع عسكريين أميركيين إلى المطالبة بإنتاج الولايات المتحدة «أنظمة دفاع ورادارات قادرة على تأمين البلاد ضد صواريخ كروز الروسية». وفي ذلك الوقت أبدت واشنطن قلقها من السياسة الروسية الحالية المستمرة في في تطوير قاذفاتها وغواصاتها الاستراتيجية.

وفي المقابل، أعلن الكرملين أن الولايات المتحدة عازمة على إنتاج صاروخ جديد قادر على حمل رأس نووي بهدف «استهداف روسيا». لذلك عرض الرئيس الأميركي دونالد ترمب على نظيره الروسي، فلاديمير بوتين، إنهاء العقوبات على روسيا مقابل التوقيع على اتفاق جديد لخفض الأسلحة النووية، بسبب تزايد التوتر بين واشنطن وموسكو في الآونة الأخير، الشيء الذي أثار مخاوف من انهيار اتفاقية الحد من انتشار السلاح النووي.

 بعد ذلك، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أن بلاده بصدد تطوير منظومة من الأسلحة النووية الجديدة من ضمنها صاروخ نووي أسرع من الصوت وعابر للقارات دون أن يكون له مدى محدد، معتبرا أن هذا الصاروخ يتفوق على مدى الصواريخ التي بحوزة الجيش الروسي، اليوم، كونه قادرا على «اختراق دفاعات منظمة حلف شمال الأطلسي ويحوّلها إلى منظومات بلا فائدة».

 


قدرات روسيا


 استبعد المحلل السياسي، أسعد بشارة، في تصريحات إلى «الوطن» العودة إلى سباق التسلح، وهو ما أرجعه إلى «افتقار روسيا إلى القدرات التي تسمح لها بالعودة إلى سباق التسلح الذي سلكته إبان الحرب الباردة القرن الماضي، بسبب تواضع حجم اقتصادها وقدراتها التكنولوجية، العنصران الأساسيان لامتلاك الأسلحة الاستراتيجية العالمية. مع ملاحظة أن روسيا لن تعود بنفسها إلى الوراء كما حدث أثناء الاتحاد السوفيتي السابق، الذي أنهكه سباق التسلح فكان أحد أسباب انهياره من الداخل، حيث اضطر في حينها إلى تخصيص 70 % من موارده لمواجهة المعسكر الغربي في الحرب الباردة على حساب التنمية ودعم حلفاء السوفيت».  ولفت بشارة إلى أن التهديدات الأميركية الأخيرة لروسيا تأتي في سياق الحرب النفسية السائدة بين الطرفين، وقال: «تعي الولايات المتحدة أن روسيا غير قادرة على خوض غمار سباق التسلح، لأن حجم اقتصادها أقل من ميزانية ولاية كاليفورنيا الأميركية، بالإضافة إلى الفارق التكنولوجي الكبير بين البلدين، الذي يصب في مصلحة واشنطن».

 


الصواريخ المجنحة


 يطير الصاروخ «كاليبر» بسرعة تبلغ 240 كيلومتراً كحد أقصى.

 


 يتراوح مدى الصاروخ ما بين ألفين وثلاثة آلاف كيلومتر كحد أقصى.


 يبلغ طول جناح «كاليبر»

نحو 3.3 أمتار.

 


 يصل وزنه عند إطلاقه إلى نحو 1770 كيلوجراماً.



 يبلغ طول الصاروخ 6.20 أمتار.

 


 تضاهي صواريخ «توماهوك» الأميركية.

 


 تعدّ صواريخ «كاليبر» من الجيل الثاني من الصواريخ الروسية الاستراتيجية المجنحة.

 


 يحمل رأس الصاروخ ما بين ستمائة وألف كيلوجرام من مادة «تي إن تي» شديدة الانفجار.


 


 يتميّز «كاليبر» بقدرته على الطيران المنخفض كصاروخ مجنّح، وقدرته كذلك على الطيران على ارتفاع عالٍ كصاروخ باليستي.