حذر مشاركون في ندوة أقيمت في بروكسل، أول من أمس، من امتداد الإرهاب الإيراني إلى أوروبا، داعية إلى اتخاذ سياسة صارمة وحاسمة تجاه نظام الملالي ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية، التي ارتكبت في إيران على مدى الأربعين سنة الماضية.

وقال المشاركون في الندوة التي أقيمت تحت عنوان «إيران موجة جديدة من الإرهاب- ردود أوروبا وأميركا»، إنه يجب تنفيذ إعلان الاتحاد الأوروبي الصادر في 29 إبريل 1997، في التعامل مع موظفي مخابرات الملالي ووكلائهم وتعليق الزيارات الرسمية الثنائية للوزراء من إيران أو منها في ظل الظروف الراهنة؛ كذلك التأكيد على السياسة الثابتة للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بعدم تزويد إيران بالأسلحة؛ والتركيز على طرد  كوادر المخابرات الإيرانية من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وكانت الندوة قد أقيمت من جانب «اللجنة الدولية للبحث عن العدالة» في وقت طفت فيه سلوكيات إرهاب نظام الملالي على السطح بعد تحميل فرنسا الاستخبارات الإيرانية مسؤولية التخطيط لمحاولة اعتداء ضد تجمع «المقاومة الإيرانية» في فيلبنت، قرب باريس وتجميد أصول إدارة الأمن الداخلي في وزارة الاستخبارات الإيرانية وعنصرين من الحكومة الإيرانية، في حين وافقت المحكمة العليا الألمانية، على تسليم أحد المتورطين ويدعى أسد الله أسدي لبلجيكا.



تأثير الاحتجاجات

قال عضو مجلس الشيوخ الأميركي ومجلس النواب السابق، روبرت توريسلي، في كلمته خلال الندوة، إن هناك وتيرة متصاعدة من الأنشطة الإرهابية للنظام الإيراني في الغربن، مشيرا إلى أن هذه الأنشطة تأتي كرد فعل النظام وناجم عن ضعفه أمام الاحتجاجات في إيران، لافتا إلى أن إرهاب النظام الإيراني تعدى نشاطه الخارجي ليشمل أبناء وطنه، باعتقال المتظاهرين المطالبين بالحرية.

وأعرب توريسلي عن تقديره للحكومات في فرنسا وألمانيا وبلجيكا لتصديها للإرهاب الإيراني، مبينا أن سياسة السكوت التي انتهجتها الدول الأوروبية في أوقات سابقة تجاه الإرهاب الإيراني شجعها على الإرهاب.

إرهاب حكومي

أوضح اللورد كارلايل من بيرو، في كلمته بالندوة، أنه حان الوقت لكي يرفع الاتحاد الأوروبي صوته ضد إرهاب النظام الإيراني وهجماته السيبرانية في أوروبا، فيما قال السفير جوليو ترزي وزير خارجية إيطاليا السابق، إن الإرهاب الحكومي الإيراني هو أمر ضد الوحدة وكيان الاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن النظام الإيراني يمثل خطرا أكبر من خطر تنظيم داعش، خاصة وأن هناك شبكات واسعة من المجتمعات الثقافية وحقوق الإنسان بمرتبطة بمخابرات نظام  الملالي.

وذكر رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة أليخو فيدال كوادراس، في كلمته بالندوة: إن الخطة الإرهابية لتفجير مؤتمر المعارضة الإيرانية كانت مدبرة من قبل أعلى مستويات في وزارة مخابرات النظام الإيراني، مشيرا إلى أحدث مؤامرات إرهابية من قبل النظام الإيراني، حيث تم اعتقال دبلوماسي إيراني في ألمانيا لتسليمه متفجرات، لتنفيذ عملية إرهابية ضد مؤتمر المقاومة الايرانية.



 أدلة حقيقية

 قال لرئيس التنفيذي للمركز الأوروبي للاستخبارات والأمن،  كلود مونيكيه إن هناك أدلة حقيقية على تورط النظام الإيراني في العمليات الإرهابية في أوروبا، باعتبارها واحدة من أدوات السياسة الخارجية الإيرانية، مضيفا أن النظام الإيراني قام باختطاف واحتجار رهائن فرنسيين وفي 1995 و1996 قام بـ12 عملية تفجير راح ضحيتها أكثر من 40 شخصا.

ودعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، محمد محدثين، إلى ضرورة طرد جميع جواسيس وعملاء النظام الإيراني من أوروبا وادراج وزارة المخابرات الإيرانية وتجميد أرصدتها في أوروبا، كذلك وضع أي كيان يتعامل مع المخابرات الإيرانية على القائمة السوداء، وإيقاف الدول الأوروبية زياراتها على المستويات العليا لإيران.