بعد أن كثر الجدل وانتشر عالميا حول قضية اختفاء جمال خاشقجي، ومحاولة إلصاقها باستماتة بالسعودية، بعد خروجه من القنصلية السعودية في إسطنبول، سنتتبع تسلسل الأحداث التي تظهر عليها بوضوح أصابع المثلث الحاكم في قطر، وهي «تنظيم الحمدين، وخلايا عزمي، وأذرع الإخوان».

• بدأت القصة بإعلان خطيبة جمال المزعومة عن اختفائه بعد دخوله القنصلية، ولها صلات قديمة مع تنظيم الحمدين، وانتشرت صورة تجمعها بصحفي قطري

• بدأت رواية قتل وتصفية عندما غرّد فيصل القاسم في «تويتر» بذلك، وبعد أن انتشرت الرواية حذفها

• أضاف موقع «ميدل إيست أي» التابع لتنظيم الحمدين ومديره من الخلف عزمي بشارة عزب قبل أن يقتل في القنصلية

• أضاف حساب معتقلي الرأي، المُدار من خلايا الإخوان، والممول من تنظيم الحمدين، العثور على جثة خاشقجي في إحدى مناطق إسطنبول

• دخلت الإخوانية توكل كرمان على الخط منادية بإطلاق جمال، ووضعت صورته على صدرها

• أكمل المسرحية مجموعة القسط الإخوانية المحمولة من قطر، بالمطالبة بتشكيل فريق أممي للتحقيق بهدف تدويل الموضوع

• سي إن إن ترك «التركية» نقلت أن لديها معلومات بأن «جمال» لم يغادر القنصلية

•صحف الواشنطن بوست والنيويورك تايمز ومنظمة مراسلون بلا حدود ورويترز، ابتلعت الطعم ولكنها احتفظت لنفسها بمخرج بتعبير «إذا تأكد»

• الخارجية الأميركية كانت أكثر حصانة حين ذكرت أننا لسنا في وضع يتيح لنا تأكيد هذه التقارير ولكننا نتابعها عن كثب




• قناة الجزيرة صنعت على مدى اليومين الماضيين حفلة إعلامية بهذا الموضوع

• القنصلية السعودية أوضحت الحقيقة، ودعت وسائل الإعلام إلى دخول القنصلية

• فريق أمني سعودي توجه للتحقيق في الموضوع





 


أكد مصدر مسؤول في القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول، عدم صحة التصريحات التي نشرتها وكالة «رويترز»، نقلاً عن مسؤوليين أتراك، بأن المواطن السعودي جمال خاشقجي قد قُتل في القنصلية السعودية في إسطنبول، واستهجن المصدر بشدة هذه الاتهامات العارية من الصحة، وشكك المصدر بأن تكون هذه التصريحات صادرة من مسؤولين أتراك مطلعين أو مخول لهم التصريح عن الموضوع.

‏‎‏‎وكشف المصدر أن وفدًا أمنيًا مكون من محققين سعوديين وصلوا أول من أمس، لإسطنبول بناءً على طلب الجانب السعودي وموافقة الجانب التركي الشقيق مشكورًا للمشاركة في التحقيقات الخاصة باختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي. وأكد المصدر حرص المملكة على سلامة مواطنيها أينما كانوا ومتابعة السلطات السعودية المختصة لهذا الشأن ومعرفة الحقيقة كاملة.

وكانت أنباء قد ترددت قبل أيام عن اختفاء جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في إسطنبول.

 

 كذب إعلام الدوحة

يأتي ذلك فيما أجمع محللون سياسيون على كذب إعلام الدوحة وقناة الجزيرة ومرتزقة إعلام الدوحة وجماعة الإخوان، والمحاولات المستميتة لإلصاق اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي بالحكومة السعودية، محددين عدة معطيات تؤكد كذب الإعلام القطري من أبرزها عدم صدور أي تصريح رسمي من الحكومة التركية عن مصير خاشقجي، واستمرارية التحقيق، إضافة إلى أن جميع ما نشر حول مصيره لا يعدو استنتاجات بنيت على مصادر وهمية، في مقابل نفي رسمي من القنصلية العامة للمملكة العربية السعودية في إسطنبول لتواجده فيها أو أي علاقة للمملكة باختفائه.

كما أكد المحللون وجود معطيات تشير إلى تورط جهات خارجية في قضية اختفاء جمال خاشقجي، خصوصا المخابرات القطرية وجماعة الإخوان اللذين ينتهجان سياسة ملاحقة المعارضين السياسيين والكروت المحروقة وتصفيتهم جسديا على النقيض من المملكة العربية السعودية التي تعتبر دولة قانون ولا تعتمد سياسة الاغتيالات.



أمور مثيرة للشك

كشف المحلل السياسي الدكتور علي التواتي أن الأمور المثيرة للشك والريبة في قضية اختفاء جمال خاشقجي ظهور امرأة تركية تقول إنها خطيبته لتشهد أنه لم يخرج من القنصلية، وفي اليوم التالي يظهر لها حساب على تويتر بلغة عربية محكمة تشكو فيه الويل والثبور وعظائم الأمور، وبعدها يظهر بعض الأشخاص من العرب والأتراك يدّعون أنهم جمعية الصحفيين الأتراك والعرب ليطالبوا بالكشف عن مصير جمال خاشقجي موجهين الاتهام المباشر من غير دليل للمملكة العربية السعودية، ويتبع ذلك ظهور تجمع لنفس الغرض بعد صلاة الجمعة.

وأضاف: «المفاجأة الكبرى في ذلك التجمع كانت في ظهور اليمنية توكل كرمان الفائزة بجائزة نوبل للسلام لتنادي بإطلاق سراح خاشقجي وترفع صورته على صدرها، متسائلا «كيف انتقلت هذه من صنعاء الى إسطنبول للدفاع عن خاشقجي متجاهلة ما يفعله الحوثي في بلادها ومن ضمنه اقتحام بيتها ذات مرة؟ «.

وذكر التواتي أن ما يؤكد كذب الحملات الإعلامية القطرية، قول ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «إن خاشقجي مواطن سعودي يهمنا أمره وأن بلادنا مستعدة لتنازل سيادي بفتح القنصلية للتفتيش إن لزم الأمر رغم عدم اضطرارها». ولفت التواتي إلى أن كلمات ولي العهد تخرس تلك الألسنة وتنزع ألغاما نصبت لابتزاز المملكة بأسلوب يفتقر لأدنى درجات المهنية في نصب الفخاخ.



متورط ثالث

عد الكاتب الكويتي بدر صفوق توجه وفد سعودي للتحقيق مع الأمن التركي حول اختفاء خاشقجي وموافقة تركيا على إشراك هذا الوفد بالتحقيق معها، يعني أن هناك «متورطا» ثالثا، مضيفا بأن أول من كتب تمت «تصفية» في موضوع خاشقجي بتويتر هو مذيع الجزيرة القطرية فيصل القاسم وبعد ذلك مسح ما كتبه، لهذا لابد من أن يشمله التحقيق القائم الآن، ومعرفة من زوده بهذه المعلومة.

ولفت صفوق إلى أن الاضطراب الذي لوحظ من قبل العاملين بالجزيرة وتغريداتهم التي تمسح وتعاد بصيغة أخرى مختلفة بنفس التوقيت، ووقت المسح، يعني أن المتورط كشف عن نفسه.

أما الكاتب تركي الحمد فقال: « لو كان لدى خاشقجي شك في أنه يمكن أن يصاب بأذى، فكيف يذهب إلى القنصلية؟ الحكاية وراءها قوى استخباراتية غير سعودية، فالفبركة في الحكاية واضحة جدا».



أيادٍ خارجية

أوضح المحلل السياسي، إبراهيم آل مرعي، أن جمال خاشقجي لم يكن يمثل تهديداً للأمن الوطني السعودي، وهو غير مدان بأعمال إرهابية، ولو كان الأمر كذلك لما سُمح له بالخروج من المملكة، وحتى لو أصبح كذلك بعدما خرج من السعودية فسيُلاحق وتتم المطالبة بالقبض عليه وتسليمه وفق القانون.

وشدد المحلل السياسي منذر آل الشيخ مبارك، على أن جمال خاشقجي مواطن سعودي، وأن هناك يداً خارجية وراء اختفائه.