بلادنا في توجّه غير مسبوق، وفي سباق سريع مع الزمن، وعبر رؤية 2030، وعلى المستوى الرسمي في أعلى مستوياته، وزخم إعلامي ودعائي واسع منتشٍ، تتجه إلى توطين الوظائف والأعمال والمهن المختلفة وغيرها، واستبدال العاملين فيها من إخواننا العرب وأصدقائنا الأجانب، الذين نقول لمن شارك وأخلص منهم في خدمة وطننا شكرا لكم. ليتم استبدالهم بمن هم أحق وأولى بتلك الوظائف والمهن، وهم شباب الوطن الذين هم -بلا مناص- حصن الوطن ودرعه وعدته وعتاده، فهم من تعوّل عليهم الأمة الشيء الكثير، فتقدم لهم كل شيء حتى يحملوا على عاتقهم كل شيء، يحملون رسالة الأمة والوطن على أفضل وأجمل حال.

ولأن قيادتنا -حفظها الله- تتجه بخطى ثابتة حثيثة وخطة مدروسة سديدة إلى توطين أكثر المهن، وحصرها لأبناء الوطن دون غيرهم، فإننا نتمنى أن يكون شبابنا على قدر المسؤولية، وهم كذلك إن شاء الله، وأن يستشعروا ذلك جيدا خلال شغل تلك المهن والوظائف على الفور، حتى لا يكون هناك فراغ في السوق بسبب مغادرة من كان يشغلها من غير السعوديين. كذلك نتمنى منهم أن يكونوا قدر الثقة التي أُوكلت إليهم، بحيث أن يتسلحوا أولا بالعلم والمهنية، والجد والإخلاص، والتفاني والمثابرة في العمل، ليثبتوا أمام أنفسهم، ثم أمام قيادتهم الرشيدة، وأمام الناس، أنهم أهل للعمل الجاد والإنجاز والتميز، ونقول لهم «تكفون يا شباب» أنتم تمتلكون المواهب والطاقات والإبداع، فاجعلوا ذلك يَصبّ في خدمة دينكم ووطنكم ومجتمعكم على أحسن صورة.

يذكر أن الكثير والكثير من شبابنا وبناتنا -وفقهم الله- في أعمالهم ووظائفهم، يقومون بأعمال رائعة، ويبدعون ويتميزون في مجالات مختلفة، وحصل كثير منهم على جوائز متقدمة على المستوى العالمي والإقليمي والمحلي، والبلد تزخر بكثير منهم، ولكن كلامنا اليوم كوصية لشبابنا المقبلين على شغل المهن الشاغرة الآن، والمستحدثة لاحقا -إن شاء الله- أو من لديه تقصير في أداء عمله الذي هو مصدر رزقه وأسرته.

ثم إننا نهيب بكل مسؤول وحامل لواء أمانة في أي قطاع، ومن هم على منافذ التوظيف وتشريعه، أن يفتحوا أبواب العمل والأمل لشباب الوطن ورجاله، ليأخذوا فرصهم للعمل واستبدالهم بغير السعوديين، وعدم إملاء الشروط التعجيزية عليهم -كالخبرة وغيرها- لأن الممارسة كفيلة بإيجاد الخبرة والإبداع والثقة بالنفس، ومهما كانت المبررات والحجج إلا أن ابن الوطن هو الأحق بالعمل في وطنه، وهذا شيء متعارف عليه في العالم كله، ومعمول به في كل الدول، وما زاد من عمل أو ما شحّ من وجود متخصصين في مهن نادرة، فلا بأس من شغلها بغير سعوديين، حتى يتم اكتساب السعوديين الخبرة، وإيجادهم لتلك المهن، ثم يتولون زمام الأمور.

أما ما سمعنا وقرأنا -مؤخرا- عن بعض المسؤولين الأكاديميين المحسوبين على بعض القطاعات المهمة، بخصوص شغل بعض المهن بغير سعوديين رغم وجود السعوديين المؤهلين، وعدم توطينها وسعودتها، فإن ذلك بلا شك يحتاج إلى إعادة نظر ولفت نظر، حتى تتجه التنمية ورؤية 2030 نحو طريقها المحفوف بكل الآمال والطموح والتطلعات، ودونما أي عوائق بإذن الله. حفظ الله بلادنا وولاة أمرنا والشعب السعودي النبيل، وأصلح شبابنا، ودام عزك يا وطن.