يدير نظام الملالي الإيراني بلاده على صفيح من التناقضات المثير للاستغراب والاشمئزاز، ففي وقت يضرب بيد من حديد كل مواطن يتعاطى أو يتجر ببضع غرامات من المخدرات لإظهار حزمه وحرصه، يسمح لقادة من الحرس الثوري بممارسة هذا الإتجار، وجعل البلاد ساحة لتوزيع المخدرات وممرا لعبورها دولياً، ويكافئهم بالإبقاء عليهم في مناصبهم القيادية، بل ويطلق يدهم في كثير من الأمور، ما يؤكد محاباة هذا النظام لرجالاته وصنائعه، على حساب عامة الشعب المطحون فقرا وعوزا.

 


تهريب


تسلم العميد الحرسي غلام رضا باغباني قيادة قاعدة أنصار التابعة لقوات فيلق القدس في زاهدان لأعوام، وفعّلت قوات فيلق القدس قاعدة رمضان في غرب إيران‌ من أجل التدخل في العراق، وقاعدة أنصار في شرق إيران من أجل التدخل في أفغانستان وباكستان، وقاعدة بلال من أجل العمليات الإرهابية في بقية الدول وذلك منذ عام 1991.

ولدى قاعدة أنصار قاعدة مركزية في مشهد و4 قواعد في المدن الحدودية، واستغل باغباني موقعه القيادي لخلق شبكة تهريب دولية.


مهمة قاعدة أنصار


إحدى طرق إيصال السلاح والذخائر والمساعدات التي يقدمها النظام لطالبان تقوم بها قوات القدس من خلال الاستفادة من مهربي المخدرات الذين يمتلكون خبرة ومعرفة كافية بطرق التهريب في أفغانستان، ويستطيعون إيصال حمولات الأسلحة والذخيرة التي يرسلها النظام لطالبان، كما أن ذهاب قادة وعناصر النظام لنقاط مختلفة في أفغانستان يتم من خلال هذا الطريق، كما أنهم يوفرون كل ما تحتاجه عملية انتقال المخدرات من أفغانستان إلى إيران، ومن إيران لبقية الدول.

 


مهمات باغباني


أواسط عام 2012 دخلت 4 شاحنات ترانزيت من أفغانستان إلى مدينة زهك ومن ثم إلى إيران لتذهب إلى تركيا، ومن تركيا لتصل ميناء تريست في إيطاليا عن طريق سفينة قامت بنقلها، وهناك كشفت الشرطة الإيطالية خلال عملية التفتيش في الشاحنات عن 5 أطنان من المورفين، فاعتقلت 9 عراقيين وإيرانيا واحدا.

في ربيع عام 2013 أيضا دخلت شحنة تحتوي على (حلويات وعلكة) من منطقة بلوشستان في باكستان إلى إيران لتوصلها إيران لحدودها الشمالية لتدخل جمهورية التشيك، وكشفت الشرطة التشيكية بعد التحقيقات وعمليات التفتيش أن هذه الحمولة تحتوي على 300 كلغ من المواد المخدرة مثل المورفين والأفيون والحشيش، كما تم اعتقال باكستاني وعراقيين اثنين خلال عملية التفتيش.

بسبب تشابه هذه الحمولة مع الحمولة التي تم كشفها في إيطاليا بدأت شرطة الاتحاد الأوروبي سلسلة من التحقيقات ووصلت خلال عملية التحقيق لاسم باغباني.

 


سوابق


ارتبط اسم باغباني في الماضي بأنشطة مجموعة من مهربي المخدرات اللبنانيين المقربين من حزب الله، الذين ينشطون في بعض دول أميركا اللاتينية مثل الأرجنتين والبرازيل وباراجواي، وتم إدراجه على لائحة العقوبات الأميركية منذ مارس 2012.

وفي التحقيق الذي أجرته الشرطة التشيكية، تم الحصول على معلومات مفادها أن هناك نشاطات لعصابات أخرى تمتلك ارتباطا سياسيا مع قوات الحرس، فيما يرتبط باغباني مع عصابات تعمل في 7 دول أوروبية، منها إيطاليا وبلجيكا وفرنسا وألمانيا.


 


مهرب دولي


أدرجت وزارة الخزانة الأميركية في 7 مارس 2012 وفي إطار القانون المعروف باسم «King Pin»، باغباني كمهرب مخدرات دولي، وجاء في بيان لها «سمح باغباني لمهربي المخدرات بإرسال شحناتهم إلى نقاط مختلفة من العالم عن طريق استخدام الأراضي الإيرانية مقابل مساعدتهم لقوات فيلق القدس، حيث يقوم المهربون الأفغان بتسليم قوات طالبان حمولات الأسلحة والذخائر المرسلة من قوات الحرس، مقابل حصول المهربين على إذن بتصدير حمولتهم عبر الأراضي الإيرانية.

كما سهل باغباني بتهريب المواد الكيميائية المستخدمة في صناعة الهيروين على طول حدود إيران للمهربين، وساعدهم في إرسال حمولات الأفيون لداخل إيران.


 


الحفاظ على المنصب


على الرغم من ثبوت دور باغباني في تهربب المخدرات وإيجاد الشبكات الدولية لتهريب المخدرات وإعلان جريمة دولية بحقه، إلا أن النظام الإيراني وقوات الحرس لم يغيروا منصبه، بل بقي أحد أرفع مسؤولي قوات الحرس في منطقة سيستان وبلوشستان كمسؤول عن (هيئة رئاسة محاربي المنطقة).

ويأتي الإبقاء على باغباني كمسؤول رفيع على الرغم من توضح دوره في إدارة شبكة تهريب المخدرات في ظروف يعدم فيها سنويا في داخل إيران مئات الأشخاص من الشعب المحروم والمظلوم بسبب نقلهم كمية قليلة من المخدرات.


 


غلام رضا باغباني

ولد في 4 فبراير 1961 في مدينة زابل.

1979 انضم لقوات الحرس وأصبح عضوا في تشكيل مانحي قوات الحرس في زابل.

تعرف على قاسم سليماني قائد الفرقة 41 آنذاك وبدأت علاقتهما منذ ذاك الوقت.

32 سنة عمل خلالها في الحرس

60 مهمة داخلية وخارجية أوكلت له وصلت خطورة بعضها حد الموت.

لقي تكريما وتقديرا مرات عدة من مكتب خامنئي.

تقلد مناصب حكومية رفيعة

شكل شبكة دولية إرهابية وشبكة لتهريب المخدرات.