كشف مصدر مقرب من ميليشيات الحوثي الانقلابية، عن تصاعد وتيرة الخلافات بين القيادات الحوثية المتبقية في صنعاء، وتبادل الاتهامات والانتقادات فيما بينهم على ممارساتهم داخل اليمن، مشيرا إلى أن هذه الاتهامات ضاعفت من موجة الشكوك والمخاوف من وجود عملاء للخارج ضمن القيادات الحوثية.

وقال المصدر في تصريحات إلى «الوطن»، إن ما يسمى بوزير الصناعة والتجارة رئيس منظمة الأحرار في حكومة الانقلاب، عبده بشر، انتقد الحوثيين على اقتحامهم حرم الجامعة مطلع الأسبوع الجاري، وإقامة استعراض عسكري في محيط وبهو الجامعة، وطالب بمحاكمة مرتكبي تلك العملية، كون ذلك العمل يعد مخالفا للدستور والقانون.



رفض الانتقادات

وقال المصدر إن هذا الأمر أغضب الحوثيين، حيث لا يرغبون في توجيه أي انتقاد لهم، مما جعل هناك حملة كبيرة ضد بشر أدارها قياديون حوثيون لتشويه صورته واتهامه بمحاولة الهروب إلى مأرب.

وأوضح المصدر أن القيادي الحوثي المدعو محمد هاشم اتهم الوزير عبده بشر بمحاولته الهروب من صنعاء متنكرا في زي نسائي، وأن الجهات الأمنية المختصة ألقت القبض عليه حينما كان في طريقه إلى مأرب، باعتبارها ملاذ العملاء والخونة، على حد تعبيره.

وأضاف المصدر أن هاشم وجه اتهامات أخرى للوزير بشر بأنه قام بالتحريض للخروج في مظاهرة، «ثورة الجياع» في صنعاء، وتم رصد تحركاته والاجتماعات السرية التي كان يقودها، وتقسيم صنعاء إلى مربعات ونقاط لإطلاق تلك المجموعات المسلحة التابعة له، وأنه تم كشف المزيد من الخيانة والارتزاق الذي يقوده بشر بدعم من دول التحالف.



الوقوف مع الحق

وحول الاتهامات التي وجهت إليه، اكتفى الوزير عبده بشر، بالقول «نعم سمعت بالاتهامات الموجهة لي، وكل واحد يغني على ليلاه»، عارضا منشورا له طالب فيه بسرعة تشكيل لجنة تحقيق فيما حدث بجامعة صنعاء من اقتحامات لحرم الجامعة، والاستعراض العسكري داخل حرم الجامعة والذي يعتبر مخالفا للدستور والقانون.

وتضمن المنشور الدعوة إلى التحقيق فيما حدث، مبينا أن تلفيق التهم واستخدام القوة المفرطة في القمع واستخدام الإرهاب الفكري، وتكميم الأفواه وعدم تقبل النصح والانتقاد، يؤكد حجم المخالفات والسلبيات والتصرفات غير القانونية، ويستوجب التحقيق ومحاسبة ومحاكمة جميع المتورطين.

ورد بشر على من اتهمه بالهروب بقوله «يتم تداول هروبنا بلبس بالطو نسائي، وهذا الكلام مردود على أهله، ومن عمله وروج له، ونحن باقون شاء من شاء وأبى من أبى، ولن نقف عن كلمة الحق مهما كانت التهديدات والأساليب الصبيانية، ويجب على جميع القوى والمكونات قول كلمة الحق».

وعقب المصدر على ما أورده الوزير عبده بشر، بأن الأخير قدم للحوثيين خدمات كبيرة، ولكنهم لا يعترفون بأحد مهما قدم لهم من خدمات وتضحيات، بل من سياساتهم الاستعانة بمن يخدمهم لوقت محدود، ثم يتم البدء في عملية تحقيرهم وتهميشهم، وكثير تمت تصفيتهم بالقتل داخل الجماعة، وهو الأمر الذي جعل الكثير يراجع نفسه. ذ